فلسطين أون لاين

​لماذا عادت حركة "فتح" للمشاركة في هيئة مسيرات العودة؟

...
غزة/ نور الدين صالح:

تحاول حركة "فتح" العودة إلى المشهد الفلسطيني في ظل التحركات الأخيرة الراهنة حول استمرار مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، وحوارات المصالحة الجارية في القاهرة الفترة الراهنة والحديث أيضًا عن التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي.

فمؤخرًا تراجعت حركة "فتح" عن مقاطعتها للهيئة التنسيقية العليا لمسيرات العودة، رغم إعلانها على لسان الناطق باسمها في قطاع غزة عاطف أبو سيف، في الرابع عشر من أيار/ مايو الماضي، عن انتهاء المسيرات وعدم مشاركتها في اجتماعات الهيئة التنسيقة لها.

وشارك أبو سيف وآخرين من "فتح" في الجمعة العشرين لمسيرات العودة، ما يضع علامات استفهام ويطرح تساؤلًا مهمًا عن سبب عودتها المفاجئة في الوقت الراهن تحديدًا.

مسؤول ملف العلاقات الوطنية بحركة "فتح" في قطاع غزة د.عماد الأغا، أوضح أن تعليق المشاركة كان لها علاقة في التنظيم والرؤية، مشددًا على أن "المشاركة في مسيرة العودة لم تتوقف ولكن ما جرى هو تعليق حضور الاجتماعات فقط".

وقال الأغا لصحيفة "فلسطين"، إن تصريح أبو سيف لم يكن له علاقة بمفهوم مسيرات العودة، إنما كان يتحدث عن انتهاء تاريخ 15/5 الموافق يوم النكبة الفلسطينية، وفق قوله.

وبيّن أن التعليق كان لحضور الاجتماعات فقط، لكن مشاركتهم لم تنقطع في الميدان، مشيرًا إلى أنهم عادوا مجددًا لحضور الاجتماعات.

وبحسب قوله، فإن عودتهم لحضور الاجتماعات كانت لسببين الأول هو التصدي لإجراءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وما يُراد لها بأن يتم شطب قضية اللاجئين الفلسطينية وإنهاء خدماتها، معتبرًا ذلك "مساسا في الشعب الفلسطيني بأكمله ويتطلب وحدته".

أما السبب الثاني، والكلام للأغا، هو عودة الحديث عن مفهوم المصالحة مرة أخرى برعاية مصرية، "لذلك قررنا العودة دعمًا لهذا الدور وإيمانًا منا بانتهاء الانقسام"، وفق قوله.

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، إن هناك جهودًا بُذلت من الكل الفلسطيني للحفاظ على وحدة مسيرات العودة وكسر الحصار، والمشاركة في هيئتها الوطنية.

وأشار أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين"، إلى عقد لقاءات مع العديد من القوى وقيادات "فتح"، من أجل إعادة الحركة لاجتماعات الهيئة الوطنية.

وأضاف أن "فتح لم تأخذ موقفًا سلبيًا من مسيرات العودة كفعل كفاحي، إنما انكفأت عن المشاركة لاعتبارات وعوامل أخرى"، معتبرًا عودتها "خطوة في الاتجاه الصحيح".

وشدد أبو ظريفة على أهمية "عودة فتح والمشاركة في القرار السياسي في ظل الحديث عن المصالحة وحوارات التهدئة والتحديات التي تجابه شعبنا الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي عليه، وحالة الحراك الاقليمي والدولي حول المسيرات".

تحقيق إنجازات

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حبيب، أن عودة "فتح" هي "محاولة لأن لا تبتعد عن أي إنجازات قد تتحقق وتكون لها مشاركة في قرارات التهدئة أو أي إنجاز سياسي".

وقال حبيب لصحيفة "فلسطين"، إن "فتح" أرادت أن تقول إنها كانت جزءًا من الكل الوطني، معتبرًا ذلك "محاولة منها لتسلق المواقف لعلها تضع قدمًا مع الفصائل وأخرى ضدها".

وعدّ هذه السياسة "ليست وطنية من فتح ويُفترض أن يكون لها مواقف تجاه ما يجري على الأرض ورفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة".

وأضاف أن "فتح بدأت تفقد شرعيتها رويدًا رويدًا نتيجة لممارساتها سياسة التفرد والإقصاء، في حين انضواء مجموعة كبيرة من الفصائل في اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة".

وبحسب حبيب، فإنه على ضوء تحقيق مسيرات العودة نتائج إيجابية بدأت توضع على الطاولة، فإن حركة فتح تخشى أن لا يُكتب لها إنجاز "لذلك آثرت العودة للمسيرات خاصة في ظل تماسك الكل الوطني وتفردها بالقرار، ما سيضر بمصالحها".

ويتفق مع ذلك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس د. عبد الستار قاسم، مشيرًا إلى أن "فتح" لا تريد أن تكون منعزلة في قطاع غزة.

وقال قاسم لصحيفة "فلسطين"، إن "استنكاف فتح عن المشاركة في مسيرات العودة يعزلها عن بقية الفصائل ويعزل جمهورها عن نشاطها الحيوي والكبير في القطاع".

ورجّح أن تكون حركة "فتح" أعادت التفكير مجددًا في المشاركة وقررت وجودها في الميدان، خاصة أن خروجهم من المشهد سيؤثر سلبًا عليهم.