فلسطين أون لاين

​مضرب في مقر "أونروا" منذ 7 أيام

الموظف نصير.. بنصف راتب تستحيل الحياة

...
أسامة نصير
غزة - جمال غيث

لم يبقَ أمام أسامة نصير (48عامًا) خيار سوى الإضراب عن الطعام رفضًا لما أقدمت عليه إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بفصل ألف موظف وتحويل عدد منهم من الدوام الكامل إلى الجزئي.

ويواصل نصير، الذي يعمل مرشدا نفسيا في مدرسة ذكور بيت حانون (أ) منذ (17 عامًا)، بمشاركة زملاء له في برنامج الصحة النفسية والطوارئ، إضرابا عن الطعام لليوم السابع على التوالي احتجاجًا على فصل الموظفين.

وفوجئ نصير، وهو من سكان مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، الذي يعيل أسرة مكونة من عشرة أفراد، بقرار صدر مؤخرًا عن إدارة "أونروا" بتحويل دوامه من كلي إلى جزئي الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على أفراد أسرته وسيحرم ثلاثة منهم من إكمال تعليمهم الجامعي، على حد قوله.

دوام جزئي

ويشير إلى أن راتبه والمقدر بألف دولار قبل تحويله إلى الدوام الجزئي كان لا يكفيه نظرًا لإنفاق المبلغ على تعليم أبنائه بينهم ثلاثة جامعيين وخمسة يدرسون في المرحلة الابتدائية والإعدادية، واثنان عاطلان عن العمل.

ويصف تحويله إلى الدوام الجزئي بمثابة الكارثة التي سيتعرض لها بسبب تقليص راتبه إلى النصف فبدلًا من تلقيه راتباً يقدر بألف دولار سيصبح راتبه 500 دولار الأمر الذي سينجم عنه حرمان أبنائه من الدراسة.

ويصف نصير، الحال التي وصل إليها موظفو الأونروا بالمأساوية لعدم قدرتهم على توفير احتياجات أسرهم وسداد ما تراكمت عليهم من ديون، قائلًا: "أصبحت غير قادر على ممارسة حياتي اليومية وبت أخشى أن يتم الاستغناء عني في أي وقت".

إرسال رسالة

وعن إضرابه عن الطعام، قال: "هذا الإضراب بمثابة رسالة لمدير عمليات وكالة الغوث في قطاع غزة ماتياس شمالي، تطالب بالتراجع عن قرار فصل الموظفين وتحويل بعضهم على بند العمل الجزئي، ودفع الدول المانحة وكافة المعنيين لإنهاء أزمة الوكالة".

ويؤكد نصير، مواصلة إضرابه المفتوح عن الطعام لحين استجابة إدارة الوكالة لمطالب العاملين فيها وإلغاء كافة القرارات الصادرة بحقهم والتي من شأنها أن تحولهم إلى متسولين نظرًا لعدم مقدرتهم على توفير احتياجات أسرهم.

وبسبب إضرابه المفتوح عن الطعام والذي لا يتناول خلاله نصير سوى الماء والملح، أصيب بحالة إعياء وضيق في التنفس نقل على إثرها إلى مجمع الشفاء الطبي في اليوم الخامس لإضرابه، ورفض تعليق الإضراب وفق الأطباء بسبب تدهور وضعه الصحي وأصر على العودة لمقر الوكالة لمشاركة زملائه في إضرابهم.

وعلى الجهة المقابلة لمكتب مدير عمليات "أونروا" في قطاع غزة شمالي، نصب المضربون عن الطعام البالغ عددهم خمسة، خيمة يتواجدون فيها على مدار الساعة، علق على جدرانها لافتة كتب عليها "إضراب الكرامة لا يقدر بثمن"، وأمامهم عدد من زجاجات المياه والملح، الذي يستخدمونه في إضرابهم.

وأنهت الوكالة الأممية مؤخرًا، عمل ألف موظف من موظفي ما يعرف ببند "الطوارئ" وتحويل عدد منهم من الدوام الكلي إلى الجزئي في قطاع غزة، فيما بدأ اتحاد الموظفين "نزاع عمل" وصولًا للإضراب الشامل.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن "الأونروا" تحتاج 217 مليون دولار، محذرة من احتمال أن تضطر الوكالة لخفض برامجها بشكل حاد، والتي تتضمن مساعدات غذائية ودوائية.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس نحو 5.9 ملايين لاجئ، حسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.