فلسطين أون لاين

​مقال "ثلاثي الإدارة الأمريكية" عن غزة.. دعاية لـ(إسرائيل)

...
"ثلاثي الإدارة الأمريكية" خلال لقائهم نتنتياهو
واشنطن / غزة - نبيل سنونو

"ثلاثي" الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط: السفير في (إسرائيل) ديفيد فريدمان، وصهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنير، ومبعوثه جيسون غرينبلات، يكتبون مقالا مشتركا في صحيفة "واشنطن بوست" بزعم ما أسموه "إنهاء المعاناة في غزة"، لكن مضمونه كان مجرد دعاية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب مراقبين.

وفي مقالهم الذي برأ الاحتلال الإسرائيلي من المسؤولية عن معاناة الغزيين والشعب الفلسطيني عامة، طالب المسؤولون الأمريكيون الثلاثة، حركة المقاومة الإسلامية حماس، بالاعتراف بأن "وجود (إسرائيل) واقع"؛ على حد زعمهم، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.

تحريض أمريكي

ويذكر مستشار الشؤون السياسية لمركز "مريديان" في واشنطن، خالد صفوري، أن المقال كان كله هجوما على حماس، وتحريضا لأهل غزة وللشعب الفلسطيني ضدها.

ويقول صفوري، لصحيفة "فلسطين"، إن بيان وزارة الخارجية الأمريكية في الشأن الفلسطيني كأنه إسرائيلي وليس لدبلوماسيين أمريكيين.

وأقل ما يقال عن هذا المقال، هو أنه دعاية لـ(إسرائيل)، وعدم تحميل الأخيرة أي مسؤولية، مقابل تحميل كل المسؤولية للفلسطينيين، والادعاء بأنهم سبب فشل عملية التسوية، وأنه ليست هناك أي مسؤولية على دولة الاحتلال، بحسب صفوري.

وينوه إلى أن المسؤولين الأمريكيين الثلاثة مشهورون بمواقفهم المؤيدة لليمين الإسرائيلي ولحزب الليكود.

وعما إذا كان هذا المقال توطئة لإعلان رسمي قريب عن رؤية إدارة ترامب بشأن القضية الفلسطينية، يجيب صفوري: "ليست هناك أي مبادرة الآن على الأقل".

واعترف ترامب، في ديسمبر/كانون الأول 2017، بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، كما اتخذت إدارته قرارا بتقليص مساهمة واشنطن في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وسط اعتقاد على نطاق واسع بأن ذلك يأتي ضمن ما تسمى بـ"صفقة القرن"، التي لم تعلن الإدارة الأمريكية بنودها رسميا بعد.

"مجموعة صهيونية"

من جانبه، يصف مدير مركز دراسات الشرق الأوسط د. جواد الحمد، كوشنير وغرينبلات وفريدمان بأنهم "مجموعة صهيونية، تمتلك الرؤية الصهيونية".

ويضيف الحمد، لصحيفة "فلسطين"، أن هؤلاء المسؤولين الأمريكيين يريدون من حماس أن تتبنى موقف منظمة التحرير من (إسرائيل) والتسوية.

ويعتقد الحمد، أن هذا "الثلاثي الأمريكي" لا يمثل أعضاء الكونغرس، وإنما يمثل الإدارة الأمريكية الحالية التي تتأثر "بالتفكير الصهيوني".

ويقول إن المقال "عبارة عن ضغوط نفسية على حماس ينبغي ألا تلتفت لها كثيرا"، مبينا أن ما جاء في المقال يتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال بالكامل، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاستيطان كليا من الأرض المحتلة.

ولفت إلى أنه دون تحقق ذلك ليس هناك أي مجال لأن يتزحزح أي فلسطيني ولو قيد أنملة.

ويوضح الحمد أن العالم "في أزمة وضيق" ويشعر بإشكالية في التعامل مع القضية الفلسطينية وغزة، ويحاول أن يطرح أفكارا تشكل ضغوطا نفسيا ومحاولة "لإحراج" موقف حماس.

وتتمسك حماس بعدم الاعتراف بـ(إسرائيل)، وقد أصدرت وثيقة مبادئها وسياساتها العامة في مايو/أيار 2017م، التي اعتبرت إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967، "صيغة توافقية وطنية مشتركة" لكنها أكدت أنه "لا تنازلَ عن أيّ جزء من أرض فلسطين".

ويشار إلى أن حماس اكتسحت نتائج الانتخابات التشريعية في 2006م، بحصولها على 76 مقعدا من أصل مقاعد المجلس التشريعي البالغة 132.

وشددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارها لقطاع غزة منذ 12 سنة، وشنت عليه ثلاث حروب بين 2008 و2014.