فلسطين أون لاين

"للعودة نرسم".. تظاهرة فنية لـ150 فنانًا في مخيم "أبو صفية"

...
غزة - جمال غيث

بين خيام العودة على أرض أبو صفية، أخذت رانيا مراد ترسم ما يجول في خاطرها عن حق العودة إلى الديار والقرى التي هجر منها الفلسطينيون عنوة على يد العصابات الصهيونية عام 1948.

جلست مراد إلى جانب 150 فنانًا وفنانة في المخيم شرق جباليا شمال قطاع غزة، خلال فعالية نظمتها، أمس، لجنة الفن والتراث في الهيئة الوطنية لمسيرة العودة تحت عنوان "للعودة نرسم" ترسم بريشتها وألوانها الزاهية صمود الشعب الفلسطيني وتشبثه في أرضه.

وزينت مراد رسمتها التي تصور سيدة فلسطينية تزرع أرضها بالقرب من السياج الأمني بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48، بعلم فلسطين ومفتاح العودة، فيما اختارت ألوان الشفق للتأكيد بأن فجر الحرية سيبزغ، كما سيبزغ فجر العودة إلى الديار المحتلة.

وإلى جانب مراد، جلست، الفنانة آمنة السالمي، تمارس هوايتها التي نمتها طوال السنوات الماضية، ترسم صورة شاب توشح الكوفية الفلسطينية ويحمل مقلاعاً بيده يقذف به جنود الاحتلال دفاعاً عن أرضه المحتلة.

وتجسد اللوحة مشهد المظاهرات الشعبية السلمية قرب السياج الفاصل، حيث توسط شاب المقلاع المتظاهرين وسط دخان الكاوتشوك الأسود، وسحب الغاز البيضاء التي ملأت المكان.

وتقول السالمي لصحيفة "فلسطين" إن صورتها تعكس ثبات وإصرار الشباب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال المدجج بأحدث الأسلحة، وفي محاولة منها لإرسال رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولن يتخلى عنها.

في حين أراد الشاب عصام مخيمر إيصال معاناة الصحفيين برسم صورة الشهيدين الصحفيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، ليؤكد أن الاحتلال تجاوز كافة الخطوط الحمراء في استهداف الصحفيين.

ويقول مخيمر لصحيفة "فلسطين"، إنه أراد رسم معاناة الصحفيين خلال نقلهم حقيقة ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين السلميين في مخيمات العودة شرق القطاع.

وتنوعت رسومات الفنانين والفنانات، والتي جاءت لتكمل بعضها وتسرد حكايات الصمود وسيرة الشهداء وفصول معاناة الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، ورفض كافة المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني.

رسالة الإنسانية

منسق لجنة الفن والتراث في الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار يسري درويش، أكد أن رسالة الفن هي "الإنسانية والحضارة والحرية لكل فلسطيني".

وقال إن الفنانين والفنانات حضروا للتأكيد على حق عودة الشعب الفلسطيني إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها على يد العصابات الصهيونية عام 1948، مشيرًا إلى أن الفن هو جزء أصيل في نقل معاناة وأحلام الشعب الفلسطيني.

وبين أن 150 فنانًا وفنانة، حضروا لرسم لوحات فردية تعبر عن رسالتهم الوطنية تأكيدًا على حقهم بالعودة كحق مشروع مكفول بموجب القرارات الدولية لكل أبناء الشعب الفلسطيني.

في حين قال رئيس منتدى الفن التشكيلي ثائر الطويل، إن الفنانين والفنانات يرسلون رسالة عز وصمود للعالم وللتأكيد على حق العودة الذي تريد الإدارة الأمريكية تضييعه وتذويبه في إطار مشاريع تصفية للقضية الفلسطينية.

وأضاف الطويل "جئنا من خلال الألوان والفراشي كي نعبر عن تمسكنا بأرضنا المحتلة، وأننا لن نتخلى عنها"، لافتًا إلى أن الفن التشكيلي أداة بيد الشعوب الثائرة في صراعها من أجل البقاء.

وذكر أن الفنانين والفنانات رسموا الأمل في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، وحثوهم على مقاومة الاحتلال والعودة إلى الديار التي هجروا منها بريشاتهم وألوانهم الزاهية.

حراك حيوي

من جهته، أكد مسئول ملف العمل النقابي في حركة الجهاد الإسلامي يوسف الحساينة، أن مسيرة العودة تتواصل وتتقدم وتؤكد على حيويتها وقدرة أبناء الشعب الفلسطيني على إبداع وسائل وطرق جديدة للنضال في مواجهة الاحتلال.

وقال: "الحراك الجماهيري وحيويته يكمنان في أن جميع شرائح وفئات الشعب الفلسطيني يشاركون في مقاومة الاحتلال من خلال تواجدهم الدائم في مخيمات العودة للتأكيد على أن شعبنا لن ينسى حقه في العودة إلى الديار والاستقلال.