فلسطين أون لاين

​السلك الحدودي المنزوع هدية للمقاومين

...
كتبت - حنان مطير

أسلاكٌ دائريةٌ شائكةٌ تلتفّ متكوّمةً على أرض مخيم العودة شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزّة، فيما الشباب حولَها منذ ساعات الضُّحى الحارّة يمسكون "القطّاعات" الكبيرة، ويغرسون أيديهم داخلها، فيقطعون أجزاءً من الأسلاك ويرتبونها بطريقةٍ تخدِم شباب المقاومةِ في المنطقة وفق قولِهم.

مرت الساعات حتى غربت الشّمس وهم على تلك الحال، البعض يلبس كفوفًا وآخرون لا يكترثون بالأمر، ولا يبالون بالجروح والدّماء النّازفة من أصابعهم وأذرعهم، فكل همّهم أن يوصلوا تلك الأسلاك لشباب المقاومة بطريقةٍ تكون مريحةً لهم، فلا يضيعون وقتهم –المقاومون- في تفكيكها وتنظيمها، بل يوصلونَها جاهزة للاستخدام –وفق قول أحمد- وهو اسم مستعار، من شباب وحدة الكاوشوك وقصّ السّلك.

ويضيف أحمد:" بعد أن سحبنا السلك في جمعة الشباب الثائر فكّرنا ما الذي نفعله به، البعض باعَه ممن سحبوا السلك في المناطق الحدودية في مناطق أخرى، أما نحن فكانت فكرتنا أن نقدّمه هديّةً لشباب المقاومة".

ويتبع:" إنها هديةٌ معنويّةٌ رمزيّةُ وماديّة في ذات الوقت، فأن تنتزع سلكًا وضعه الاحتلال ليمنعك من الدخول لأرضِك المسلوبة -في خطوةٍ غير سابقة- لهو أمر يُشعِرنا ويُشعِر المقاومين بالتقدم والانتصار بالرغم من عدم امتلاكِنا شيئًا غير "القطّاعات"، ومن ناحية أخرى فالمقاومون يستفيدون من ذلك السياج في أعمالهم النضالية الخاصة".

ويوضح:" أرواحُنا فداءٌ للوطن وللمقاومين، وتلك الجروح النازفة منا تهون أمام مساندتهم، ولا نعتبرها شيئًا كبيرًا أبدًا أمام تضحياتهم من أجل تحرير البلاد وحماية المواطنين".