فلسطين أون لاين

​"حفصة" ترسم طريق العودة لـ"بربرة"

...
غزة - صفاء عاشور

ألوان وفرشاة ولوحة بيضاء، حملتهم الفتاة العشرينية "حفصة زين الدين" وتوجهت إلى الوجهة الأشهر والأقرب إلى القلوب والعقول في هذه الأيام، إلى مخيم العودة الذي نُصبت أركانه في شرق مدينة غزة على بعد 700 متر من السياج الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلي.

حفصة، تلك الفتاة التي تعود أصولها إلى قرية "بربرة" القريبة من قطاع غزة، تعود إلى قريتها بعد 70 سنة من التهجير، لم تعُد إليها بالجسد، لكن بالفن، وبشوقها الكبير الذي غرسه فيها أبوها وجدها.

هواء قريتي

وتقول لـ"فلسطين": "فور وصولي إلى خيام العودة شرق مدينة غزة شعرت بهواء قريتي التي حرمت من رؤيتها، وحينها أطلقت العنان لمخيلتي، فعشرت أنني داخل قريتي أتأمل كل بيت وشجرة وكل صخرة وحبة تراب فيها".

وتضيف: "أخرجت أدوات الرسم التي أحضرتها معي، وبدأت أرسم، ولكن لم أرسم قريتي بل رسمت أحداث الجمعة الثانية من مسيرة العودة (جمعة الكوشوك) تلك الجمعة التي علقت في أذهان كل فلسطيني، وفيها أخرج الشباب الفلسطيني إبداعاتهم وقدراتهم الحقيقية على المقاومة السلمية".

بدأت الشابة الفنانة تتخيل تلك الأحداث، وكيف كانت ساحات مخيمات العودة مزدحمة ممتلئة بالفلسطينيين، من الشباب وكبار السن، والنساء والأطفال، واستحضرت مشهد الجموع التي يقاوم كل فرد فيها على طريقته وحسب قدرته.

وتوضح: "رسمت لوحة نصف سوداء لتعبر عن السماء التي كانت ممتلئة بدخان الكوشوك الأسود، وكانت الأرض مليئة بأبطال حقيقيين بدؤوا برسم طريق العودة لمدنهم وقراهم المحتلة"، مبينة: "لوحتي لا تعبر إلا عن جزء بسيط للغاية من إبداع الشعب الفلسطيني في جمعة الكوشوك".

وتقول إنها منذ احترفت الرسم كانت رسوماتها ذات طابع وطني ومتعلقة بالأحداث التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.