فلسطين أون لاين

إعلامياتٌ يستعرضن تجاربهن في يوم المرأة

...
غزة - صفاء عاشور

كثيرة هي المعيقات التي تواجه الفرد في حياته ولكنها تتضاعف وتزداد عندما يتعلق الأمر بالمرأة، وتزداد أكثر عندما تكون في مجتمعات شرقية تضع أمام المرأة الكثير والكثير من القيود التي يمكن أن تحد من طموحها وقدرتها على تحقيق ذاتها.

ورغم هذه المعيقات إلا أن الكثير من النساء استطعن كسر الجليد للوصول إلى أماكن لم يكن يتوقع أحد أن يصلن لها، ومنهن صحفيات عاملات في المؤسسات الصحفية في قطاع غزة.

عدد من الإعلاميات الفلسطينيات تحدّثن عن تجاربهن والتحديات التي واجهتهن أثناء عملهن في المجال الصحفي، وذلك خلال لقاء بعنوان "الإعلاميات الفلسطينيات.. فرص.. تجارب.. تحديات"، عقده المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" أمس، الأربعاء، بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يوافق الثامن من مارس/ آذار من كل عام.

بداية العمل

كانت البداية مع الصحفية ماجدة البلبيسي، والتي تعمل في مجال الصحافة منذ ما يزيد عن 20 عاما، وكانت من أوائل الصحفيات اللواتي أثبتن أنفسهن وقدرتهن على منافسة الرجال في هذا المضمار.

وقالت في كلمتها في اللقاء: "واجهت المرأة الكثير من التحديات عند التحاقها بالمجال الصحفي، وسابقا كانت الظروف أصعب مما هي عليه الآن، وهذا ما زاد من تصميمي على إثبات ذاتي وتحقيق ما أطمح إليه.

وأضافت أن التحديات التي تواجه الجيل الجديد لا تُقارن بأي تحديات واجهها الجيل القديم من الصحفيين، خاصة مع توفر الوسائل والإمكانيات التكنولوجية التي تسهل وصولهم لأي خبر بسهولة.

واستدركت: "إلا أن روح الصحفي وبصمته لا يمكن أن تبرز لدى أي صحفي إلا من خلال نزوله للميدان وتواصله المباشر مع الجمهور والمواطنين الذي ينقل مشاكلهم وهموهم، حتى في ظل سهولة التواصل"، مؤكدةً أن النزول للميدان هو ما يصنع الصحفي الحقيقي وليس العمل من وراء شاشات الحاسوب.

وأوضحت البلبيسي: "في كل يوم كان توجد معيقات، ولكن أبرزها كان الانقسام الفلسطيني الذي حرم الصحفيين والصحفيات على وجه الخصوص من الكثير من الحقوق، فعلى مدار 12 سنة حُرِمَت الصحفيات من الحصول على التدريب".

اعتراض الأهل

أما الإعلامية في تلفزيون فلسطين صفاء الهبيل فأوضحت أنه منذ بداية عملها في مجال الصحافة كان هناك الكثير من المشاكل والتحديات التي واجهتها في عملها، وكان أولها اعتراضات الأهل على دراسة الصحافة والعمل فيها.

وقالت في كلمة لها في اللقاء: "وبعد التغلب على اعتراض الأهل، واجهتني تحديات أخرى في مجال العمل الصحفي، وعند النزول للميدان، خاصة بداية عملي تزامنت تزامنت مع الاغتيالات الإسرائيلية للقادة الفلسطينيين ومن ثم الانقسام وأحداثه".

وأضافت: "عملت في عدة إذاعات محلية، ثم في تلفزيون فلسطين، والبداية كانت في المجال السياسي، وهو أصعب من غيره من المجالات الصحفية".

من جهتها، تحدثت الإعلامية في صحيفة الرسالة شيماء مرزوق عن تجربتها في العمل الصحفي وتخصصها في المجال السياسي والتحقيقات الاستقصائية، مبينة أنها عندما فكرت بدراسة الصحافة واجهت رفض أسرتها لدخول هذا المجال.

وأوضحت في كلمة لها، أن الصحفي قادر على تجاوز أي معيقات يمكن أن تقف في وجهه من خلال ثلاث نقاط، الأولى هي أن يتخصص في مجال يمكن أن يبدع فيه ويبرز فيه شخصيته ويكون قادرًا على أن يضع له بصمة خاصة فيه.

وأضافت: "والنقطة الثانية هي ضرورة عدم استعجال الصحفي على إنجاز التقارير، فالاستعجال يؤدي إلى رداءة المنتج وعدم اكتماله من الناحية الصحفية"، متابعة: "أما النقطة الثالثة فهي أن يتحرى الصحفي الأمانة في نقل المعلومة من مصدرها، وأن يتأكد من التزامه بالقوانين الصحفية ويحترم خصوصية الناس عند تناول المواضيع التي تمس حياتهم".

الافتقار للدعم

وأكّدت الإعلامية صفاء الحسنات أن الصحفيات يواجهن العديد من التحديات الخاصة بهن، خاصة فيما يتعلق ببدء اندماجهن في سوق العمل والذي يبدأ بالتدريب، لافتةً إلى أن أعداد المؤسسات الإعلامية في القطاع قليل مقارنة بأعداد الصحفيات الراغبات بالالتحاق بالتدريب.

وقالت في كلمة لها في اللقاء: إن "الصحفيات في كثير من الأماكن يفتقرن لأي دعم يعزز تواجدهن في المجال الصحفي، لذلك نحتاج إلى جهات تدعمهن من أجل تحقيق ما يطمحن إليه، لنصل إلى مرحلة تكون فيه الصحفية هي من تقود المؤسسة الصحفية بشكل كامل".

وأضافت: "وفي ظل الأوضاع السلبية التي تمر بها الصحفية بشكل يومي في القطاع، فإنها تكون بأمس الحاجة إلى عقد جلسات للتفريغ النفسي للطاقة السلبية التي تكتسبها من العمل".

الانتهاكات مستمرة

في السياق ذاته، قال منسق "مدى" في قطاع غزة الدكتور أحمد حماد: إن "الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية مستمرة وتتسع دائرتها، وقد المركز العام الماضي 383 انتهاكاً ضد الصحفيين والصحافيات، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي القسم الأكبر منها والأشد خطورة".

وأضاف: "الانتهاكات الفلسطينية شهدت ارتفاعاً مقلقاً نتيجة حالة التوتر الداخلي على الساحة الفلسطينية الناجمة عن الانقسام".

وتابع: "في هذا اللقاء سلّط المركز الضوء على الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات، مع محاولة إيجاد حلول، سعياً لتثبيت حقوقهن الانسانية والمهنية".

وطالب حماد بتشكيل حزام أمان للصحفيات وحمايتهن من أي انتهاكات تعسفية، من خلال التشريعات والقوانين العادلة وإنفاذها على أرض الواقع.