بعض الرجال لا يعرفون أن الزواج مبني على مبدأ الشراكة والتعاون، وتوزيع المهام والأدوار بينه وبين زوجته، بل يترك لها "الجمل بما حمل" فهي من تدير شئون البيت وتلبي احتياجاته حتى لا تترك مكانه فارغا، وهذا ما يزيده اعتمادًا عليها، وأحيانا يعتمد عليها لكونها "تسلطية" تسيطر على كل ما يحدث في المنزل، وأيا كان السبب فالنتيجة واحدة.. وبعد سنوات من الزواج تكتشف أنها كانت السبب في اتكالية زوجها، فتتراجع عن القيام بالمهام المنوطة به علّه يتحمل مسؤولياته.. فهل يمكن أن تصنع الزوجة رجلا اتكاليا؟ وكيف تصحح الأمر لاحقا؟
لا للاستسلام
قال الأخصائي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة: إن "الحياة الزوجية قائمة على الشراكة والتعاون وتحمل المسئولية من قبل كلا الزوجين، وعلى الزوجة ألا تقوم المسئوليات المنوطة بالزوج حتى لا يتكل عليها، وعليها أن تعي آثار هذا الاتكال مستقبلا".
وأضاف لـ"فلسطين": "الزوجة في بعض الأحيان تصنع الزوج الاتكالي، حينما تكون ذات شخصية عملية أو تسلطية، مع غياب المحبة والود بين الطرفين، بالإضافة إلى وجود استعدادات فطرية عند الزوج كأن يكون كسولا ويميل للراحة".
ولفت إلى أن أسبابًا تربوية تؤثر على الزوج وتجعله اتكاليًا مثل عدم تعوده على تحمل المسئولية وقيام الأم والأخوات بكافة المهام.
ونصح ملاخة الزوجة التي تعاني من اتكالية زوجها بالاستعانة بالآخرين للتأثير على سلوك الزوج، وأن تتصرف بعقلها لا بعاطفتها وأن تطلب منه أداء واجباته بهدوء دون اندفاع وتوتر، مع حثه على أن الحفاظ على مكانته ودوره الأسري والأبوي من خلال قيامه بواجباته.
وحث الزوجة التي أرهقتها اتكالية زوجها، ألا تنفض يدها تماما من المهام والواجبات المنوطة به مهما كانت الظروف ومهما طالت فترة الاستجابة، لإضافة إلى إشراكه في كل شيء وألا تكون متسلطة، وعليها أن تصدّره في كافة القرارات العائلية والاجتماعية.
ماذا تفعل الزوجة التي ندمت على مساهمتها في صنع اتكالية زوجها وتريد تصحيح الوضع؟، أجاب ملاخة: "عليها ألا تستسلم للظروف، بل تحاول ترتب أمورها بالتخطيط من جديد، وعدم اليأس والإصرار والحوار الهادئ والتأثير على عقلية الزوج، وأن تكلفه بمهام معينة".
ولفت ملاخة إلى أن نظرة المجتمع للزوج الاتكالي سلبية، وكذلك نظرة زوجته وأبنائه، وهذا ينعكس سلبا على تشكيل شخصية أبنائه، ويعانوا اضطرابات سلوكية حيث تتشكل لديهم صورة بأن الأم هي عمود البيت في غياب سلطة الأب تماما.
