فلسطين أون لاين

​"آية" تصنع أثاثًا صديقًا للبيئة من الخشب الممُهمل

...
غزة - صفاء عاشور

فكرة راودتها منذ سنوات ولكنها لم تستطع تطبيقها إلا مع بداية العام الماضي، فلطالما حلمت المهندسة المعمارية آية كشكو من حي الزيتون بمدينة غزة أن تحوّل الأفكار التي تداعب خيالها إلى قطع فنية ملموسة, ومن ضمن هذه الأفكار الاستفادة من خشب المنصات الخشبية وهو ما يعرف بـ"المشاطيح"، تلك الأخشاب التي تُحمل عليها البضائع التي يتم استيرادها عبر المعابر وتدخل إلى القطاع ثم ترمى دون الاستفادة منها.

مؤذٍي للعين

قالت كشكو: "راودتني الفكرة بعدما تخرجت وعملت في شركة للأثاث في المنطقة الصناعية، ففي ذلك الوقت كنت أرى مئات الشاحنات تدخل للمصانع لتنقل البضائع الموضوعة على (المشاطيح)، ويتم التخلص من هذه الأخشاب دون الاستفادة منها بأي شكل".

وأضافت في حديث لـ"فلسطين": "كان أمر تجميع تلك (المشاطيح) مؤذيًاٍي للعين ويُحدث تلوثا بصريا بالإضافة إلى التلوث البيئي؛ نظراً لعدم الاستفادة من الكميات الكبيرة من الأخشاب التي يتم إهمالها".

وواصلت: "بعد ذلك قررت تنفيذ مشروعي الذي أطلقت عليه اسم (بساطة)، وهو مشروع يهدف إلى إعادة تدوير المنصات الخشبية وتحويلها لقطع أثاث جميلة وصديقة للبيئة، وفي ذات الوقت تتمتع هذه القطع بجودة عالية وتكلفة مناسبة للمستوى الفلسطيني".

وتغيّرت النظرة

عندما طرحت "كشكو" الفكرة على أهلها، لمست عندهم الكثير من التخوفات والتساؤلات التي كان من الممكن أن تحبطها وتجعلها تعزف عن غايتها، ولكنها تغلّبت على تلك التخوفات بتفهمها لها وبإصرارها على موقفها.

افتتحت الشابة ورشة خاصة بها لإنتاج القطع التي تصممها، وفي بداية العمل فيها واجهت مشكلة عدم تقبل العمال الذكور للعمل تحت إدارة "أنثى".

لم تهتم لنظرة المجتمع التي كانت تجدها في كثير من الأحيان، والتي تغيرت بعد أن رأى الناس ما استطاعت تحقيقه بإنتاج قطاع أثاث ذات تصميمات مميزة وجودة عالية، وبناء على هذا التغيّر ازداد الإقبال على منتجاتها.

وأشارت إلى أن مشروعها يعتمد على إنتاج قطاع من الأاثاث بخشب ذيو مقاسات واحدة، بتصاميم مختلفة فيها الكثير من الإبداع والتميز الذي لاقى إعجاب الزبائن.

وأوضحت كشكو أنها شاركت في مسابقة نظّمتها القنصلية البلجيكية في مدينة القدس المحتلة للرياديات الفلسطينيات في الضفة الغربية وقطاع غزّة، والتي من المزمع الإعلان عن نتائجها في يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار/ مارس المقبل.

وتحلم بأن تجد من يدعمها في المسابقة للفوز، خاصة أن النتيجة تعتمد على تصويت الأفراد على صفحة المسابقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، معبرةً عن أملها في أن يتحقق حلمها في أن تمثل جميع أهالي القطاع القادرين على تحقيق الإبداع في أحلك الظروف.