فلسطين أون لاين

​كبار السن بحاجة لنظرة إيجابية وأنشطة عملية

...
غزة - نسمة حمتو

يتراجع دور كبار السن في الحياة عندما يشعرون بالعزلة وأنهم أصبحوا غير قادرين على خدمة أنفسهم أو تقديم المساعدة لمن حولهم نتيجة الضعف العام في الصحة والتفكير، وهو ما يجعل بعضهم عرضة لسوء الحالة النفسية، وهو ما يزيد من توترهم وعصبيتهم وعدم تحملهم للأشخاص من حولهم، فما المطلوب تجاههم؟ وكيف نساهم في إخراجهم من هذه العزلة؟ وما الأنشطة المناسبة لهم؟

الدور الاجتماعي يتراجع

أستاذ علم النفس الاجتماعي الدكتور درداح الشاعر، قال: إن "الدور الاجتماعي لكبار السن يتراجع شيئًا فشيئًا بفعل الطابع النفسي والجسدي والعقلي، فهؤلاء الأشخاص لم يعودوا قادرين على التواصل الاجتماعي كما كانوا في شبابهم، وهم يخسرون كل ما حولهم من الصحة أو العمل، ويصعب عليهم إيجاد فرصة يستطيعون من خلالها الحصول على دخل ثابت كما كانوا سابقًا".

وأضاف لـ"فلسطين": "لذلك على المجتمع أن يتعامل مع هذا الشخص على أنه إنسان مُنجز، ففي كثير من الأحيان ننسى بأن هؤلاء الأشخاص كانوا منجزين يوماً ما وكانت لهم حياتهم الخاصة ونتعامل معهم على الصورة الحالية وليس على الصورة السابقة وهذا ما يزيد حالة الضعف لديهم".

وتابع قوله: "كبار السن سواء القادرين على الحركة والخروج من المنزل والاجتماع مع الأصدقاء أم حتى المرضى الذين لا يفارقون الكراسي المتحركة، لا بد من عمل أنشطة خاصة بهم، وقبل ذلك يجب تغيير النظرة لهم إلى إيجابية".

وأشار إلى أن كبار السن غالباً ما يكونون في حاجة ماسة للأنشطة التي تعود عليهم بالرضا، إذ يميلون للعزلة والانطواء وعدم التواصل مع المجتمع وزيادة الهموم والهلاوس وهذه مؤشرات لضعف النشاط العقلي.

مرشد نفسي

ونوه الشاعر إلى أن المطلوب من الأسرة في مثل هذه الحالات هو القيام بدور المرشد النفسي لهذا الشخص من خلال دعمه إيجابياً والتواصل معه بشكل مستمر.

وبين: "كبير السن سواء كان رجلًا أم امرأة، عاجزا أم قادرا، هو بحاجة لمجتمع كبير يتفهمه، وهنا يأتي الدور في البحث عن مجموعة من كبار السن من أصدقائه السابقين، أو الاستعانة بالمؤسسات التي تسهم في الترفيه عن كبار السن"، مؤكدا على دور المؤسسات المختلفة سواء المجتمع المدني أم الدولة في إيجاد نشاطات خاصة لهم.

ومن أمثلة النشاطات التي يمكن تنظيمها لكبار السن، بحسب الشاعر، الرحلات والنشاطات الترفيهية للخروج من العزلة والأوهام، وتعلم القرآن الكريم ومراجعته ودراسة الفقه والحديث.

وأوضح: "من الجيد لو وجدنا أعمالًا تتكيف مع قدراتهم كأن يعمل مستشار في مجال لا يحتاج إلى جهد عقلي وبدني كبير، أي دمجهم بالمجتمع في حدود إمكانياتهم، كما أن الأسرة قادرة على تقديم الدعم من خلال دمجهم في الأعمال اليومية مع المحافظة على الواقع الصحي لهم".

وقال الشاعر: "انفعالات وخوف الكبير كانفعالات وخوف الصغير، لذا لا بد من الاعتناء بالنشاط المعرفي والعقلي والوجداني له، والحديث معه بشكل مستمر، والحرص على توفير جو عائلي له كي لا يشعر بالعزلة والانطواء".