فلسطين أون لاين

​عملية "سلفيت".. صفعة جديدة تربك حسابات الاحتلال

...
من مكان العملية
رام الله / غزة - يحيى اليعقوبي

ضربة مؤلمة تلقاها الاحتلال الإسرائيلي أمس، بعد عملية الطعن البطولية التي نفذها شاب فلسطيني على مدخل مستوطنة "ارائيل" الواقعة على أراضي بلدة سلفيت الفلسطينية شمال الضفة الغربية المحتلة، تزامنًا مع فشل المحاولة الرابعة لجيش الاحتلال المعزز في الآليات والجنود في الوصول إلى أحمد نصر جرار من مخيم جنين، الذي تتهمه بتنفيذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "جلعاد" جنوب نابلس التي أدت لمقتل الحاخام "رزيئيل شيبح" الشهر الماضي.

ويتفق متخصصان أن العملية أثبتت أن الاحتلال لا يستطيع تفكيك وإنهاء حالة المقاومة في الضفة، مؤكدين أن فكر المقاومة بات جمعيًا لدى الشعب الفلسطيني أمام غطرسة الاحتلال.

صفعة جديدة

ويرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، أن عملية سلفيت، لها تكلفة مضاعفة على الاحتلال بعد أن استطاع المنفذ الفرار من المكان.

وقال عريقات لصحيفة "فلسطين": "إن هذه العملية وقعت في وسط مربع أمني واحتراز إسرائيلي شديد، تتخذ قوات الاحتلال كافة الاحتياطات الأمنية في المكان الذي وقعت فيه العملية، اذ تتوافر فيه كل وسائل الإنذار والمراقبة والتصوير، ورغم ذلك نفذت العملية وأدت لمقتل مستوطن".

واعتبر العملية صفعة جديدة للاحتلال، حدثت في وقت مداهمته بلدة برقين جنوب جنين بحثًا عن المطارد جرار، مبينًا أنه بات من الصعب على الاحتلال الوصول للمنفذين من خلال الإجراءات الحالية بالدفع بتعزيزات كبيرة من قوات جيشه.

وحول دلائل تعزيزات الاحتلال الأمنية بالضفة، أوضح عريقات أن هذا يعطي انطباعًا أن بمثل هذه الحشود يستطيع الاحتلال الوصول للمطلوبين بسرعة أكبر، وكذلك إرسال رسائل طمأنة للمستوطنين.

إلا أنه ذكر أن مثل هذه الإجراءات لن تنفع الاحتلال لأن منفذ العملية فرد واستطاع أن يغيب عن أنظار جيش الاحتلال وبالتالي من الصعب العثور عليه بسرعة، والأمر الثاني أن هذه التعزيزات تأتي لأن هناك إحراجًا وإخفاقات أمنية في الوصول لأحمد جرار، بعد أن تم تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية للبحث في هذا الفشل.

ورأى عريقات أن (إسرائيل) اليوم باتت أمام سؤال صعب إذا ما استمرت هذه العمليات: هل ستبقى أجهزتها الأمنية عاجزة عن الوصول لمنفذيها؟ مضيفًا: "ليس بوسع أجهزة أمن الاحتلال الجواب على ذلك السؤال، لأن الجواب لدى منفذي العمليات أنفسهم".

مشكلة إستراتيجية

المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد يرى من ناحيته أن المشكلة التي بات يعاني منها الاحتلال هي مشكلة استراتيجية، بمعنى أنه لا يملك رؤية للحل بالضفة الغربية، وأن الاحتلال أصبح بين تيارين من القيادات السياسية الإسرائيلية الأول يريد الانفصال عن الضفة، والآخر يريد السيطرة عليها.

وقال أبو عواد لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال يعاني كذلك من عدم وجود جمهور يتحمل الضغط الأمني الكبير، وأن المجتمع الإسرائيلي ليس مهيأ لمواجهة مثل هذه العمليات".

وبيّن أن عدم استعداد جمهور الاحتلال لتحمل هذه العمليات، سيكون باعث لعدم الشعور بالأمن للمستوطنين بالضفة، وكذلك للإسرائيليين في دولة الاحتلال.

وأضاف، نحن نتحدث عن عمليتين نفذتا خلال أسبوعين، وهي عمليات ليست معقدة فنحن لا نتحدث عن عمليات منظمة واجتياز حدود، وهذه رسائل مهمة تعيها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وتابع أبو عواد: "نتحدث عن مرحلة جديدة ونقلة نوعية في العمل المقاوم، والأهم أن فكر المقاومة بات فكرًا جمعيًّا لدى عموم الشعب الفلسطيني، ليس محصورًا بجيل أو تنظيم أو سنِّ معينة، هذا الجيل بات يتبنى المقاومة في ظل إجراءات الاحتلال بمصادرة الأراضي والتضييق والاستيطان".