فلسطين أون لاين

​الانتفاضة مستمرة..

"الحجر والسكين" ينتصران على "الرصاص والغاز الخانق"

...
استمرار المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مدن الضفة الغربية (أ ف ب)
غزة - يحيى اليعقوبي

في ظل تصاعد الانتفاضة الفلسطينية رفضا للإعلان الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال من خلال إعادة إحياء أدوات الانتفاضة التقليدية كالحجر والسكين والمولوتوف التي تؤكد على امتداد الثورة الفلسطينية فضلا عن ابتكار وسائل جديدة، بدا واضحا حجم القمع الهائل الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين السلميين لتفريقهم بأدواته القمعية مثل الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وشهدت الانتفاضة الحالية الرافضة للقرار الأمريكي في اسبوعها الثالث 14عملية فدائية أدت لإصابة 9 إسرائيليين، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين- بحسب ما نشره موقع الانتفاضة المتخصص في رصد أحداث الانتفاضة الفلسطينية المستمرة.

امتداد للثورة

جرائم الاحتلال وتنكيله بحق الفلسطينيين كما يشير المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور لم تتوقف طوال فترة الاحتلال حتى بفترات الهدوء فهو ينتهك القرارات الدولية وحقوق الإنسان بالاعتقالات ومصادرة الأراضي والقتل، لكن هذه الإجراءات تأخذ بعدا عنيفا عندما تشتد الأمور خاصة في مراحل بوادر الانتفاضة.

ولفت منصور خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى بداية اندلاع انتفاضة القدس في الاول من أكتوبر/ تشرين أول 2015، إذ كانت هناك قرارات إسرائيلية واضحة بالإعدام الميداني حتى لمجرد الاشتباه بأي فلسطيني، مما أدى لاستشهاد عشرات الفلسطينيين بدم بارد بذريعة الاشتباه بمحاولتهم القيام بتنفيذ عملية طعن أو دهس.

لكن ما يلفت نظر منصور أن الاحتلال على حدود قطاع غزة يستسهل القتل ويستخدم الرصاص الحي بكثرة بهدف ردع المتظاهرين وتحييد غزة عن الانتفاضة الحالية، في حين يحاول تجنب استخدام الرصاص الحي بالضفة حتى لا تتوسع الأحداث وتتصاعد الانتفاضة ضد الإعلان الأمريكي، إذ أن الاحتلال يتخوف من تحول جنازات الشهداء خلال مراسم التشييع إلى أحداث تؤجج الشارع الفلسطيني ضد قواته بالضفة وهو ما لا يريده.

ورأى أن ما يحدث من مظاهرات على حدود غزة وسيلة مهمة في تطوير حجم المشاركة في الانتفاضة وتوسيعها، بهدف إيصال رسالة شعبية غاضبة للاحتلال برفضه القرار الأمريكي.

وأضاف أن الاحتلال يعتقد أن استخدام لغة القمع يمكن أن يثني الفلسطينيين عن المطالبة بحقوقهم، إلا أن الشعب الفلسطيني يصر على مواجهة هذه القوة الغاشمة بأدواته البسيطة، مما يدلل أنه مصر على خوض معركته وتحصيل حقوقه.

وتابع المختص بالشأن الإسرائيلي: "من المهم توثيق الانتهاكات وهذا دور مناط بالمؤسسات الحقوقية والناشطين باعتبارها انتهاكات لا تقسط بالتقادم وفق القوانين الدولية"، مشيراً إلى أن توثيق الجرائم يعطي فرصة للفلسطينيين للتوجه للجنايات الدولية، ورفع صوتهم في المحافل الدولية المختلفة ومحاكمة قادة الاحتلال.

ولفت إلى أن هناك تأثيرات كبيرة لأدوات الانتفاضة على الاحتلال سواء على حركة المستوطنين أو الاقتصاد الإسرائيلي الذي مني بخسائر كبيرة خلال انتفاضة القدس فضلا عن تراجع السياحة، وهذا ما يفسر اجراءات الاحتلال القمعية برفض كل اشكال الاحتجاج الفلسطيني حتى التي منها النشر على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تثبت أن الشعب الفلسطيني لم يتنازل عن حقوقه.

تصعيد الانتفاضة

فيما يقول الكاتب والمحلل السياسي د. كمال علاونة: "إن هناك حاجة لتصعيد الانتفاضة لتصبح شاملة لرفض الواقع الفاسد في فلسطين واستمرار الاحتلال في قمع الفلسطينيين لإسقاط القرار الأمريكي"، لافتاً إلى أن انتفاضة القدس التي اندلعت في الأول من أكتوبر/ تشرين أول 2015 والتي تخللها عمليات فردية نفذها شبان فلسطينيون، وردعت الاحتلال عن تقسيم الأقصى.

وأضاف علاونة لصحيفة "فلسطين": "إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منع كبار قادة الاحتلال والمستوطنين حينها من دخول القدس نتيجة الخوف من عمليات الدهس والطعن التي كان لها مردودا وتعاطفا شعبيا فلسطينيا كبيرا".

ومن أدوات الانتفاضة الفلسطينية الجديدة التي أثبتت فاعلية كبيرة، كما تابع، عمليات الدهس التي أربكت حسابات الاحتلال الأمنية وبثت الخوف في قلوب المستوطنين، مشددا على ضرورة تطوير أدوات الانتفاضة وقطع الطرق على المستوطنين الإسرائيليين من خلال سد الطرق الالتفافية بين المستوطنات المتباعدة.