فلسطين أون لاين

​ضُباط الإسعاف في "المواجهات" يُجابهون الضغوط

...
جنود الاحتلال يعتدون على طواقم الإسعاف خلال المواجهات في الضفة (الأناضول)
قلقيلية - مصطفى صبري

لم يسلم ضبُاط الإسعاف العاملون في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من استهداف قوات الاحتلال؛ بسبب تقديمهم الإسعافات الأولية للمُصابين أثناء اندلاع المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وجنود الاحتلال عند نقاط التماس؛ لينقلوا إلى المستشفيات القريبة.

يقول فارس أبو علبة ضابط الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر لصحيفة "فلسطين": "بعد إعلان ترامب في السادس من الشهر الجاري أن القدس عاصمة للاحتلال؛ أضحت الإصابات بالمئات؛ فيما يتعمد جنود الاحتلال شلّ حركة الإسعاف من خلال اعتقال من فيها؛ وسرقة مفاتيح المركَبات كما حدث في حَلحول عندما تم اعتقال فتيات مصابات من داخل سيارات الإسعاف ، وكما هو الحال حين أُعدم الجنود شاباً عند مدخل رام الله القريب من بيت آيل ؛ إذ مُنعت سيارات الإسعاف من الاقتراب حتى فارق الحياة".

وأضاف أبو علبة: "يرتكز ما يقوم به الاحتلال في المواجهات على منع وصول سيارة الإسعاف تماماً كما في مواجهات بلعين ونعَلين وكفر قدوم وجيوس وعزون ؛ ولو كانت سيارات الإسعاف متواجدة يتم تهديد من فيها بالقتل إذا لم يغادروا ، وفي حال نقل المُصاب تُلاحق المركبة ويتم ايقافها واعتقال من فيها مهما كانت درجة خطورة الإصابة".

وبالانتقال إلى "أحمد" الذي أُصيب بالمواجهات في الأيام الأخيرة؛ قال لصحيفة "فلسطين" :" بعد إصابتي برصاصة مطاطية في بطني تم نقلي من قبل إسعاف الهلال الأحمر فترة قصيرة ثم تم إنزالي من السيارة من قبل ضباط الإسعاف خوفاً من اعتقالي من داخل السيارة ، لأن دورية عسكرية كانت تعترض نهاية الطريق، فقفزت من السيارة بمساعدة ضباط الإسعاف ولم أشعر بالألم".

ويتطرق منذر غنيم مدير مركز الطوارئ والإسعاف في جمعية الهلال الأحمر في محافظة قلقيلية إلى طبيعة الأجواء التي تعيشها الطواقم في هذه الآونة؛ يقول :" العمل لدينا يسير ضمن خطة مُعدة مسبقاً ، حيث يتم توزيع الطواقم حسب برنامج الفعاليات المطروح؛ بحيث تكون الطواقم التابعة لإسعاف الهلال مُرافقة لتلك الفعاليات وقريبة جداً من أماكن المواجهات حتى يتم التعامل مع الإصابات بسرعةٍ متناهية ولا يحدث مضاعفاتٍ تؤدي الى نتائج كارثية".

وعن الضغوط التي تعيشها طواقم الإسعاف منذ اندلاع الأحداث؛ يقول: "ضغط المواجهات التي تندلع في آن واحد في عدة مناطق هذا أولاً، مما يتطلب توزيع للطواقم بشكل يؤدي الى تغطية الأحداث بشكلٍ ايجابي وفعال، أما الضغط الثاني فيتمثل بما يقوم به الاحتلال من عمليات اقتحام وتخريب واعتداءٍ جماعي على المنازل كما حدث في بلدة عزون عندما تم الاعتداء على عشرات المنازل دفعة واحدة ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات الاختناق جراء كثافة القنابل السامة.

وأشار إلى أن طواقم الهلال الأحمر تمكنت من السيطرة على الأحداث بالرغم من صعوبة التنقل عبر مداخل البلدة المغلقة بالبوابات الحديدية والحواجز العسكرية .

ويتحدث عن الضغط الثالث بالقول: "يتواصل الأهالي مع الهلال الأحمر من خلال الرقم 101 ، وبدورنا نتعاطى معهم من خلال الاستجابة السريعة لطلباتهم ، والتقليل من هلعهم ، فجنود الاحتلال يسببون الفزع الشديد للأهالي، ذلك أن كثافة إطلاق الرصاص بكافة أنواعه على مسيرةٍ سلمية يشارك فيها أطفال يوقع الناس في توترٍ نفسي لا مثيل له؛ مما يدفعنا للتخفيف من هذا الهلع عبر طمأنة الأهالي بأن الحالات المُصابة ليست خطيرة لا سيما أن أغلبها حالات اختناق؛ واذا كانت هناك إصابة بــ"الرصاص الحي" نتحقق أولاً من طبيعة الإصابة ومدى خطورتها ".