أطلق نشطاء عريضة دولية، تطالب (إسرائيل) بإطلاق سراح الطفلة عهد التميمي، وكافة الأطفال الأسرى من سجون الاحتلال.

ودشن النشطاء، عريضتهم عبر الموقع الرسمي لمنظمة "آفاز" العالمية، وحملت اسم "الحرية لعهد التميمي".

وجاء في العريضة: "إذا وقّع عدد كافٍ منا على هذه العريضة، فإننا سنسلمها لكافة قادة دول العالم، كما سنسلمها لمحامي عهد التميمي لكي يقوم بإيصال رسائلنا لعهد، ونرفع بذلك معنوياتها داخل الأسر".

وآفاز، هي منظمة عالمية أطلقت عام 2007، وتناضل من أجل قضايا "البيئة وحقوق الإنسان وحرية التعبير والفساد والفقر والصراع".

وكانت قوات الاحتلال، اعتقلت الفتاة عهد التميمي (16 عاما)، فجر الثلاثاء الماضي، بعد مداهمة منزلها في قرية النبي صالح في رام الله، وذلك لطردها جنودا من أمام منزلها، فيما مددت فترة اعتقالها حتى الاثنين المقبل.

كما مددت اعتقال والدتها وابنة عمها نور التميمي (21 عاما)، حتى الاثنين القادم، على "ذمة التحقيق" بطلب من النيابة العامة.

وفي السياق، طالب الأمير الأردني علي بن الحسين (إسرائيل) بالإفراج عن الطفلة التميمي.

وتقدم شقيق العاهل الأردني الأمير علي بن الحسين، بموقف غير مسبوق عندما وجه بصورة علنية، سؤالا لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "هل هذه الفتاة التي تشكل خطرا على (إسرائيل)؟".

وأعرب الأمير علي عن تضامنه مع الطفلة التميمي وعائلتها، وذلك خلال تغريدة في "تويتر"، مؤكدا أن الاحتلال الاسرائيلي غير شرعي وغير قانوني.

تحركات متصاعدة

بدوره، قال الباحث في الشؤون الأوروبية في النمسا حسام شاكر: إن التحركات المتصاعدة تجاه الطفلة عهد التميمي وغيرها من الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال من شأنها إحداث الضغط على (إسرائيل).

وأوضح شاكر في اتصال هاتفي لصحيفة "فلسطين"، أن مثل هذه العريضة والحملات الالكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتسبب في استدراج الاحتلال نحو مأزق يدينه أمام العالم أجمع.

وعّد شاكر العريضة، هي إحدى وسائل التفاعل مع قضية الطفلة عهد، وتوصيل رسالتها لدول العالم، منبهاً إلى أنها تأتي ضمن تحركات متعددة، وتضغط على الاحتلال بقوة، وتُجبر العالم على الالتفات لقضيتها.

وأشار إلى وجود حملات تتحرك حول العالم من أجل الطفولة الفلسطينية، التي تواجه الاحتلال بشجاعة، معتبراً عهد "نموذجاً ناصعاً ورمزا واضحا للطفولة الذي قدّم وجوهاً في النضال الفلسطيني"، وفق قوله.

وبيّن أن تلك التحركات تكشف عن وجه الاحتلال الحقيقي الذي يطارد الأطفال في القرى والمخيمات الفلسطينية، "وهو تحدٍ غير مسبوق ويضع فلسطين في قلب الحدث".

وأضاف "لو أبقى الاحتلال عهد في السجن مدة أطول ستزيد رمزيتها وقوتها في الشارع الفلسطيني والعالمي"، لافتاً إلى أنه ليس لدى الاحتلال خيارات واسعة، أمام الجيل الفلسطيني الذي استطاع نقل المشهد للعالم، وإحراج (اسرائيل).

فضح الاحتلال

من جانبه، أكد رئيس لجنة الحريات في جبهة العمل الاسلامي في الأردن عبد القادر الخطيب، أن الحملات الدولية بما فيها العريضة تضع مزيداً من الضغط الدولي على الاحتلال، وتفضح جرائمه بحق أطفال فلسطين.

وبيّن الخطيب خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، أن العريضة تفضح الاحتلال وتكشف مدى اعتدائه على القوانين الدولية، وعدم احترامه لها.

كما توصل رسالة هامة للأسرى المعتقلين لاسيما الأطفال منهم، بأن هناك حراكا دوليا يناصر قضيتهم، ويحاول الضغط على الاحتلال من أجل الافراج عنهم، وفق قول الخطيب.

وأكد الخطيب على ضرورة استمرار المقاومة والانتفاضة، والعمل على دعمها، من أجل استعادة حقوقهم التي سلبها الاحتلال الاسرائيلي.

وشدد على أن الحقوق لا تؤخذ إلا بالقوة، لافتاً إلى أن مقاومة الاحتلال حق مشروع كفلته كل القوانين والأعراف الدولية.

وتطرّق الخطيب، إلى طريقة اعتقال الاحتلال للطفلة عهد، حيث أكد أنها مخالفة لكل الاعراف والقوانين الدولية، لاسيما أنها طفلة قاصرة، مطالباً بالإفراج الفوري عنها.