للمثقف والشاعر والروائي زاوية أخرى يستطيع من خلالها إيصال الصورة بطريقة جميلة ومعبرة، في أي قضية كانت، وفي القضية الفلسطينية تحديدًا، ينبغي أن يكون له دور، فيتحدث عن هموم الوطن والقدس واللاجئين والحصار بطريقة مختلفة تصل إلى القلوب، وبعد القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، تزداد أهمية هذا الدور.
توحد المثقفين
رئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين الدكتور عبد الخالق العف، قال: "للأدباء دائمًا دور وبصمة في نصرة قضية الأقصى، وقد أصدرنا بيانًا ندعو فيه المثقفين لمواجهة القرار الخطير من الرئيس الأمريكي، وطالبنا المبدعين كتابًا وأدباء وفنانين ومنشدين وغيرهم لتسخير أدواتهم من أجل نصرة القدس والقضية الفلسطينية".
وأضاف لـ"فلسطين": "هذا هو الدور الحقيقي للمثقف الفلسطيني، فهو جزء من هذا المجتمع المجاهد العظيم الذي تُحاك ضده المكائد، لن نكتفي بذلك، وسنقيم فعاليات نستمع فيها للشعراء والأدباء وكيف يعبرون عن غضبهم تجاه هذا القرار".
وتابع: "المثقف هو الذي لا يعيش في برج عاجي، يعبر عن آلامه وعن إحساسه بالمشكلة بشكل أكبر، وهو من ويساعد الناس في الانفعال الحقيقي والثوري".
وأوضح: "هذا علم، ويجب ألّا نكتم العلم، بل نسخره في خدمة ديننا ووطننا، على المستوى الشخصي كان لي أكثر من قصيدة لنصرة مدينة القدس".
وأكد العف ضرورة "توحد المثقفين بجميع ألوانهم على الجدار الثقافي المتين الذي يستند إليه الشعب الفلسطيني"، مبيّنًا: "إذا اختلف الساسة، لا يجب أن يختلف الشعراء، ورغم انتماءاتنا علينا أن نتوحد في الشعر، حتى تحقيق التوحد الفلسطيني بإذن الله".
وكانت رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين قد أصدرت بيانًا أدانت فيه قرار الرئيس الأمريكي، وأكدت الثوابت الوطنية تجاه القدس، ودعت لإشعال انتفاضة وطنية شاملة، وجمع الصف الوطني على برنامج مقاومة وتحرير، ودعت المثقف الفلسطيني لأن يسخر أدواته الأدبية والفنية لنصرة القدس وقضية فلسطين.
يعلو الصوت
الأستاذ الجامعي والناقد والشاعر عبد الفتاح أبو زايدة، قال: "القدس تتعرض دائمًا للعدوان الصهيوني، والصهاينة يحاولوا تجنيد كل القوى لصالحهم، ومؤخرا كان القرار المجحف بأن تكون القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وأمام كل ذلك لا بد أن يكون للعلماء والأدباء والكتاب دور مؤثر".
وأضاف لـ"فلسطين": "المثقف هو صاحب قلم يحمل أمانة دينية ووطنية، يجب أن يتحملها بشكل كبير ودقيق، وقد لاحظنا من خلال وكالات الأنباء واللقاءات والكتابات المختلفة التي نشرها الكثير من الأدباء والشعراء في فلسطين وخارج الوطن العربي هذا التضامن الحقيقي، والإعلان عنه من كل حر وكاتب وأديب وشاعر هو كلمة صادقة لأنها تحمل الأمانة".
وتابع: "الكاتب والأديب المفكر الفلسطيني يشعر أنه أمام قضية صعبة ومعقدة، فهي تشغل بال العالم منذ عشرات السنين"، موضحا: "دورنا هو أن نجنّد للقضية الأقلام والآراء القوية التي تنزل إلى ساحة المعركة، فالقلم ينزل مع الرصاصة والبندقية في مواجهة العدو، ولهذا الواجب كبير على الكاتب والأديب".
وطالب أبو زايدة بأن يوحّد الكتاب والمثقفون الفلسطينيون دورهم، خاصة في إقامة المهرجانات والفعاليات الداعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدًا: "المعركة في العالم كله معركة إعلامية الآن، وعدونا الصهيوني يخوض معارك كبيرة ضدنا، لذا يجب أن تتكاتف كل هذه الأقلام وتتجمع في دائرة واحدة وأن يعلو صوتها محليًا ودوليًا".