أثار إدراج الهيئة العامة للمعابر والحدود، حملة الجوازات المصرية، والطلبة، ومن ختمت جوازاتهم خلال الفتحة الأخيرة، للسفر عبر معبر رفح، خلال فتحه استثنائيًا (السبت حتى غدا الاثنين)، حفيظة الفئات الأخرى من المرضى وحملة الإقامات والزوجات العالقات.
وعدّ هؤلاء في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" أنفسهم والفئات التي ينتمون إليها، أكثر حاجة للسفر، ويرون أن "استثناءهم من السفر ظلم كبير وقع عليهم"، وأن استثناءهم سيكدس المئات من حالاتهم للسفر ويعمق أزمتهم.
وعلى الطرف الآخر، رأى الطلبة أن فئتهم هي الأحوج للسفر؛ لتدارك العام الدراسي الذي مضى عليه عدة شهور، وأن خطواتهم الاحتجاجية خلال الأسابيع الماضية أمام بوابة معبر رفح، دليل على حجم معاناتهم.
وبين المدرجين للسفر والمستثنين منه، شهدت صالة أبو يوسف النجار (مكان تجمع المسافرين)، تجمهرا واسعا من الطلبة الذين لم تدرج أسماؤهم للسفر، آملين بالحصول على فرصة سفر خلال أيام فتح المعبر استثنائيًا.
وطالب جميع الراغبين في السفر، (المرضى، الطلبة، الزوجات العالقات، حملة الإقامات) السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم من أجل إنهاء معاناة آلاف المواطنين.
وصرخت السيدة المصرية، هدى أحمد محمد، بأعلى صوتها "أريد العودة لبلدي مصر"، مشيرة إلى أنها جاءت قطاع غزة من أجل زيارة كريمتها المتزوجة هنا.
وقالت محمد وهي تبكي: "أنا عالقة هنا منذ سنة كاملة ولا أستطيع العودة"، موضحة أن السفر حق مكفول للجميع بين دول العالم.
وذكرت أنها مسجلة في كشوفات السفر وتأتي إلى المعبر كل مرة يفتح بها ولا تستطيع السفر، مطالبة السلطات المصرية الالتفات إلى معاناتها وفتح المعبر على مدار الساعة لتتمكن هي وغيرها ممن يحتاجون إلى السفر من المغادرة.
فيما أوضحت سميرة درويش أنها جاءت منذ عام من محل إقامتها في السعودية، لرؤية والدتها المريضة، والتي طلبت رؤيتها، قائلة: "جئت ولم أتمكن من رؤية أمي التي توفاها المولى قبل وصولي غزة".
وقالت درويش: "أنا حبيسة هنا ولا أستطيع العودة إلى محل إقامتي حيث زوجي وأبنائي"، مشيرة إلى أن إعطاء الأولوية لحملة التنسيقات خلال الفتحات الماضية للمعبر عرقل سفرها وسفر الكثير ممن هم بحاجة ماسة للسفر.
وأضافت: "إقامتي هناك انتهت وضاعت التأشيرة (..) ولدي مريض بحاجة إلى عنايتي به، ينتظرني"، مطالبة المسئولين العمل الجاد لفتح معبر رفح وتسهيل سفر آلاف المواطنين من المرضى والطلبة وغيرهم من العالقين.
من ناحيته، أوضح الطالب أحمد الحايك، الذي وصل صالة النجار، دون أن تشمله كشوفات السفر، أنه يريد دراسة الهندسة في تركيا، قائلا: "ضاع من عمري عامين وأنا أنتظر السفر لإكمال دراستي".
وطالب الحايك السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح على مدار الساعة لإنهاء معاناة مئات الطلبة.
كما أوضح الطالب أحمد النبيه الذي يريد إكمال دراسة الماجستير في تخصص هندسة الحاسوب بتركيا، أنه تأخر في الالتحاق بمقعد الدراسة كثيرًا، معربًا عن أمله بالنداء على اسمه لمغادرة معبر رفح.
وذكر النبيه أن التأخير في السفر، يفقده المنحة الدراسية ويحرمه من إكمال دراساته العليا إلى الأبد، مطالبًا السلطة والحكومة بالعمل على فتح معبر رفح والنظر بعين الاعتبار لمعاناة آلاف الطلبة والمرضى.

