فلسطين أون لاين

طالبت بإلغاء "أوسلو" وقطع العلاقات مع الإدارة الأمريكية

فصائل: خطاب عباس "لا يرتقي للمستوى المطلوب" للرد على قرار ترامب

...
رئيس السلطة محمود عباس خلال خطابه في قمة التعاون الإسلامي بتركيا أمس (أ ف ب)
غزة - نور الدين صالح

قالت فصائل فلسطينية، إن خطاب رئيس السلطة محمود عباس أمام قمة التعاون الإسلامي في إسطنبول "لا يرتقي للمستوى المطلوب" للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة.

وطالبت الفصائل، قيادة السلطة بسحب اعترافها بالاحتلال الإسرائيلي، وإلغاء اتفاقية "أوسلو" وملحقاتها، وعدم الاستمرار في الارتهان لخيار التسوية، وقطع العلاقات بأشكالها المتعددة مع الإدارة الأمريكية.

وكان "عباس، أكد في كلمة، أمام القمة الطارئة لـ"منظمة التعاون الإسلامي" في إسطنبول، أمس، التزامه بـ"السلام" والاستمرار به حتى الحصول على دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، داعيًا إلى التوجه لإعداد مشاريع قرارات لمجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية الأخرى، بغية إبطال ما اتخذته الولايات المتحدة بشأن القدس وفق القانون الدولي.

خطاب "توصيفي"

وعد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة خطاب عباس أنه "توصيفي أكثر مما هو يحتوي على مواقف محددة سواء من الاحتلال أو الإدارة الأمريكية".

وقال أبو ظريفة في حديث لصحيفة "فلسطين": "يجب أن يكون الخطاب الفلسطيني حاملاً لمواقف محددة تطالب قمة التعاون الإسلامي، بضرورة تبيينها بما يرتقي بقرارات القمة".

وشدد على ضرورة أن تتخذ هذه المواقف ترجمات عملية وليس أقوالا نظرية سواء في العلاقة مع الاحتلال وموقف القيادة الفلسطينية من ذلك، والتحلل من الالتزامات التي أنتجتها اتفاقية أوسلو، وعدم العودة للمفاوضات بأي حال من الأحوال.

وطالب أبو ظريفة الدول الإسلامية بدعم ذلك الموقف، وأن تحمل الدول العربية قرار الاعتراف بالعضوية العامة سواء للجمعية العامة أو لمجلس الأمن والدفاع عن هذا الموقف وتحديد العلاقة مع الولايات المتحدة وتطورها مرهون بالتراجع عن القرار.

ودعا إلى قطع العلاقات بأشكالها المتعددة مع الإدارة الأمريكية ووقف كل أشكال التطبيع والعلاقات من الدول التي لها علاقات مع الاحتلال، مشيراً إلى أن مثل هذه القرارات تشكّل عامل قوة يجبر الولايات المتحدة، على إعادة النظر في قرارها الأخير.

وجدد مطالبته بدعوة اللجنة التنفيذية لاجتماع، من أجل تحديد الموقف الفلسطيني وخلق حالة من الإجماع يفتح الطريق أمام الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للالتئام لمواجهة المشروع الأمريكي.

ودعا أبو ظريفة لضرورة وضع استراتيجية واضحة لمواجهة تداعيات القرار الأمريكي على الأرض، وإمكانية توفير مقومات الصمود لأبناء الشعب الفلسطيني لاستمرار الانتفاضة.

استمرار التفرد

بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حسين منصور، أنه "كان من الأجدار أن يتم التئام القيادة الفلسطينية لتحدد أجندتها ووجهاتها لمواجهة المشروع الامبريالي، من أجل فرض الموقف الفلسطيني على كل اللقاءات السياسية".

وعدّ منصور خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، تحركات السلطة ورئيسها عباس، "استمرارًا لسياسة التفرد بالقرار السياسي الفلسطيني، وعدم التشاور والشراكة السياسية مع الكل الفلسطيني".

وأضاف أن "الشعارات التي خرجت في القمة أمام الخطر الكبير، ليس لها مغزى كبير، والأولى أن تكون قرارات فلسطينياً أولاً حتى يحذو العرب والقمم العربية والإسلامية حذونا"، وفق تعبيره.

وأوضح أن المطلوب هو الإعلان صراحة عن إلغاء أوسلو وسحب الاعتراف بـ(إسرائيل) واعتبار الإدارة الأمريكية بقرارها عدوا للشعب الفلسطيني والبدء في خط إستراتيجية نضالية مقاومة.

وأكد القيادي في "الشعبية"، رفضه الاستمرار في المراهنة على وجود عملية سياسية، ممكن أن تعطينا حقا فلسطينيا، معتبراً ذلك "استمرارا للنهج التفاوضي، وهو مرفوض من كل أبناء الشعب الفلسطيني".

وانتقد منصور، استمرار سياسة "الشعارات من السلطة حول "السلام" والاستقرار في الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية"، كونها لم تترجم على أرض الواقع بشكل فعلي.

وتابع أن "الرهان على السياسة والمفاوضات بأنها تحقق لنا دولة فلسطينية، أوصلنا لهذا الواقع المتمثل بنهب الأراضي الفلسطينية، وتهويد الأراضي، وصولاً إلى القرار الإجرامي بإعلان القدس عاصمة للكيان".

دون المستوى

أما حركة الجهاد الإسلامي، فقد رحبت ببعض النقاط "الإيجابية" التي جاءت في خطاب عباس، مستدركةً "لكننا ما زلنا نرى أن موقف السلطة دون المستوى المطلوب للرد على خطيئة أو جريمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

ودعت الحركة في بيان لها، أمس، منظمة التحرير لإعلان سحب اعترافها بـ(إسرائيل) وإلغاء اتفاق أوسلو وملحقاته، وعدم الاستمرار والارتهان لخيار التسوية، قائلة: "حين ندعو دول العالم إلى مراجعة اعترافها بـ(إسرائيل)، فنحن كفلسطينيين يجب أن نبادر بذلك حتى يحذو العالم حذونا".

وأشارت إلى أن الارتهان للتسوية يمنح العدو الإسرائيلي مزيدًا من الوقت والفرص لتهويد القدس وتنفيذ قرار ترامب وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية، مجددة دعوتها لاستمرار وتصعيد الانتفاضة لإسقاط القرار الباطل.