شهد الشارع الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة الخميس تصعيدًا وحالة من السخط والتوتر، بعد تصريح الرئيس الأمريكي مساء أمس بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وعزمه نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.
وشهدت القدس إضرابا شاملا وحدادا في البلدة القديمة وشوارع القدس، والتزم تجار المدينة بإغلاق محلاتهم التجارية، تعبيرا عن احتجاجهم على قرار ترمب، كما عم الإضراب العام في المدارس التابعة للأوقاف الاسلامية داخل المدينة وأحيائها.
وجاء الاضراب الشامل للمحلات التجارية والمدارس تلبية لدعوة القوى الوطنية والاسلامية في مدينة القدس، احتجاجا على القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة إسرائيل، في بيان لها أمس مؤكدة على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ونظمت وقفة احتجاجية في باب العمود بالقدس المحتلة، ظهر الأربعاء بمشاركة واسعة من المقدسيين والمقدسيات، بينهم شخصيات وطنية وممثلين عن المؤسسات والأطر الفلسطينية، وسط تواجد عسكري مكثف.
وردد المشاركون الهتافات المنددة بتصريحات ترمب، والمؤكدة على فلسطينية وعروبة مدينة القدس المحتلة.
وحاصرت قوات الاحتلال الوقفة الاحتجاجية من كافة الجهات، وأغلقوا مداخل باب العمود بالسواتر الحديدية، وانتشرت عناصر المخابرات والوحدات الخاصة في شوارع المدينة.
واعتدت القوات على المشاركين بالدفع والضرب، وأخرجت عدد منهم بالقوة من مكان الاعتصام في باب العمود، ولاحقت الخيالة الشبان في الشوارع.
فيما اعتقلت قوات الاحتلال 10 شبان بينهم طفلين خلال مشاركتهم بالوقفة الاحتجاجية، واقتادتهم بسياراتها العسكرية إلى مراكز التوقيف.
وأفاد مدير نادي الأسير الفلسطيني في القدس ناصر قوس أن الشرطة الاسرائيلية قررت إخلاء سبيل ستة من المعتقلين بدون شروط، فيما مددت أربعة منهم لمثولهم غدا الجمعة أمام محكمة الصلح غربي القدس المحتلة.
وتزامنًا مع الوقفة الاحتجاجية في باب العمود، نظمت تظاهرة أمام مبنى البيت الأمريكي في شارع نابلس بالمدينة، وسط حراسة شرطية مشددة، شارك فيها العشرات من المقدسيين والمقدسيات.
ووضعت النسوة الكوفية الفلسطينية على يافطة البيت الأمريكي، ورفعن شارات النصر، وهتفن لمدينة القدس وفلسطينيتها.
وانطلق المشاركون بمسيرة من البيت الأمريكي إلى شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان، حتى وصلوا باب العمود بالقدس.
وأدى عدد من الشبان صلاة العصر في ساحة باب العمود، وسط حصار قوات الاحتلال المكان.
في السياق، اندلعت مواجهات عنيفة الأربعاء أمام الحاجز العسكري في مخيم شعفاط، بين الشبان وقوات الاحتلال.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت والأعيرة المطاطية نحو الشبان، خلال اقتحام الشارع الرئيسي في مخيم شعفاط، ما أدى إلى إصابة أحد الشبان بعيار معدني مغلف بالمطاط في رأسه، وفق ما أفادت فيه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ورد شبان المخيم على قوات الاحتلال برشق الحجارة وإشعال الاطارات المطاطية، وإلقاء الزجاجات الحارقة.