فلسطين أون لاين

​عند توبيخ الطفل.. هل يحق للآخرين التدخل؟

...
غزة - هدى الدلو

وفقًا لدراسات وأبحاث، يحذّر خبراء الآباءَ من توبيخ أطفالهم أمام الآخرين، إذا قاموا بأي تصرف خطأ، إذ قد يتسبب ذلك في غرس عدم الثقة بالذات في نفوس الصغار، خاصة أن الحدث قد يتوسع أكثر بتدخل بعض الحاضرين للموقف، وأحيانا يزيد التدخل الوضع تعقيدًا؛ لأن المتدخلين شاركوا في توبيخ الطفل، وفي أحيان أخرى يكون نجدة له، ولكن في الوقت ذاته قد يزعج الأهل الراغبين بعقاب طفلهم على تصرفه السيئ.. فمتى يكون التدخل؟ ومن الذي يحق له ذلك؟ وما أثره على نفسية الطفل؟ هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

أساليب وأوقات

قال الأخصائي النفسي والتربوي إسماعيل أبو ركاب: "توجد أساليب وأوقات لتوبيخ الطفل، منها ألّا يتم توبيخه أمام الآخرين، ولا خارج المنزل، ولا بسبب تصرف غير مقصود وصدر عنه لأول مرة".

وأضاف لـ"فلسطين" أن "أوقات توبيخ الطفل من المفترض أن تكون بعد السلوك السيئ الذي قام به، وإن كان خارج المنزل فيمكن توبيخه بعد العودة، وبحسب حجم الخطأ الذي اقترفه".

وتابع عن تدخل الآخرين: "من طبيعة الكبار وجود العاطفة الفطرية تجاه الأطفال، ولذلك من الطبيعي والفطري أن يحاولوا منع الأذى عن من هم أصغر سنًا".

وأوضح أن تدخل الآخرين بمنع توبيخ طفل أو عقابه هو رد فعل طبيعي ويعبر عن الإنسانية المشتركة، ولكن غير الطبيعي هو توبيخ الأب أو الأم للطفل أمام الآخرين.

ولكن، هل يجب أن يكون التدخل بالتوافق مع أهل الطفل؟، أجاب أبو ركاب: "ردات الفعل اللاشعورية لا تحتاج لمنظم أو إذن لتعبير الأشخاص عمّا بداخلهم، فلذلك لا نستطيع أن نحدد للآخرين متى يتدخلون لنجدة أطفالنا من العقاب أو التوبيخ، ولكن نحن الكبار باستطاعتنا التحكم في انفعالاتنا وتأجيل رد الفعل لزمان ومكان آخرين، وعلينا ألّا نعتبر أن أبناءنا الحلقة الأضعف".

وبين أنه يحق للأقارب أن يتدخلوا إذا شكّل حجم التوبيخ ضررًا على الطفل وتعدّى حدود التأديب، وإذا كان من شأنه أن يترك أثرًا نفسيًا صعبًا، لافتًا إلى أنه "إذا اعتاد الطفل أن يتعرض للتوبيخ أمام الآخرين، فهو لا يهتم بمن منع عنه الأذى، بقدر اهتمامه بالشخص المعتدي، وهنا تكون الطاقة السلبية عنده كبيرة جدًا".

وأوضح: "ولكن إذا لم يكن الطفل معتادًا على أن يتم توبيخه أمام الناس، فإنه سيهتم بالتفاصيل، وسيتذكر الأشخاص الذين منعوا عنه العقاب والتوبيخ، وبكل الأحوال التأثير النفسي للتوبيخ والعقاب أمام الآخرين خطير جدًا".

وعن تبعات التوبيخ أمام الآخرين، قال أبو ركاب إن الآثار النفسية السلبية كثيرة على شخصية الطفل، منها تكوُّن فكرة سلبية عن الذات، والشعور بالدونية، وبعض الأزمات السلوكية، مثل: مص الإصبع، والاعتداء على الآخرين والممتلكات، بل والاعتداء على الذات، إلى جانب الأساليب غير السوية مثل الكذب والسرقة، والكثير من تلك السلوكيات التي تعبر عن رد فعل طبيعي على ذلك العدوان العلني.