فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

مؤسسة ماليزية تُخفف معاناة 3 أطفال من غزة

...
الشريف أثناء توصيل أطفاله للمدرسة (الأناضول)
غزة - الأناضول

يشعر الطفل الفلسطيني محمود الشريف (7 أعوام ونصف)، الذي ولد بإعاقة حرمته نصف جسده السفلي، بالتفاؤل بعد أن بات بإمكانه الذهاب إلى المدرسة بشكل عادي، خلال فصل الشتاء لهذا العام.

الشريف وشقيقته الصغيرة "سجود" (9 أعوام) ولدا بنفس الإعاقة، لأسرة تعاني من الفقر المدقع، الأمر الذي اضطرهما للتغيّب عن المدرسة خلال فصل الشتاء، لعدم وجود وسيلة نقل مناسبة.

واعتاد والدهما "عماد" على نقلهما إلى المدرسة عن طريق وضعهما داخل صندوق بلاستيكي صغير، يُثبّته خلف مقعد دراجته النارية.

لكن الأمر اختلف تماماً بعد أن قدّمت جمعية "فيفا فلسطين-ماليزيا" (مقرها ماليزيا)، سيارة للعائلة، عبر مؤسسة "السلامة الخيرية" بغزة، ساعدت الوالد على نقل أولاده إلى المدرسة.

وتلقّفت الجمعية الماليزية معاناة أسرة الشريف، من خلال تقرير إنساني، نشرته وكالة "الأناضول"، مطلع العام الجاري، شرحت خلاله أوضاع تلك الأسرة "المأساوية".

وولدت "سجود" وشقيقيها "محمود" و"أنس" (عام ونصف)، في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بـأنصاف أجساد، دون أطرافهم السفلية وبعض أصابع أيديهم، نتيجة خلل جيني وراثي، كان قد تسبب بنفس الإعاقة لأحد أقربائهم قبل خمسين عاماً.

وتبدو عملية تركيب أطراف صناعية بديلة عن الأقدام للأشقاء الثلاثة، أمراً شبه مستحيل، خاصة داخل القطاع المحاصر منذ 10 سنوات.

كما أن خلو أجسادهم الصغيرة من نتوءات لحمية (جزء من الفخذ)، كانت ستساعدهم في تركيب الأطراف الصناعية لهم، زاد الأمر تعقيداً.

وتشكّل قلة الإمكانيات لدى المراكز المعنيّة بذوي الاحتياجات الخاصة، تحدياً آخر يقف عائقاً أمام حلم الأطفال بـ"أقدام صناعية".

ويقول الوالد: "عشنا معاناة حقيقية سابقاً، خاصة عندما كنت أنقل الأطفال من وإلى المدرسة، عبر الدراجة النارية".

ويتابع: "في فصل الشتاء وتحت المطر، لم أكن أتمكن من نقلهم إلى المدرسة، فإن فعلت سيغرقون بمياه الأمطار ويمرضون".

ويشير الشريف إلى أن تلك المساعدة (السيارة) خففت كثيراً من معاناة العائلة والأطفال.

ويضيف: "أصبح بإمكاني نقلهم إلى المدرسة في فصلي الصيف والشتاء، كما أنني أعمل عليها في الوقت المتبقي (خارج وقت الدوام المدرسي)".

وأوضح أن السيارة باتت توفّر له متوسط دخل يومي يقدّر بـ20 شيكلاً(نحو 6 دولارات أمريكية)، وهو مبلغ يعتبره جيّداً، خاصة أنه كان عاطلاً عن العمل، يعتاش وأسرته على المساعدات الإنسانية.

ويلفت إلى أن السيارة ساعدته وأسرته على "تخطّي بعض تفاصيل الحياة المؤلمة".

ورغم ذلك، إلا أن معاناة أسرة الشريف لا تزال مستمرة، حيث أنهم يعيشون داخل منزل غير مُهيّأ لأطفال ذوي إعاقة، ناهيك عن أنه في الطابق الرابع، مما يصعّب صعودهم إلى ونزولهم من البيت.

ويعتمد الأطفال في مشيهم على السباحة في الهواء، عبر أصابع أيديهم الغليظة"، إذ يقول الوالد إنها "حلّت مكان الأقدام وتؤدي وظيفتهم".

ويصف الوالد الآلية التي يعتمدها أولاده في الحركة: "يضعون أصابعهم الغليظة على الأرض، ويسندون أجسادهم ويلقون بكامل قوتهم على أيديهم، ومن ثم يبدؤون المشي".

وهذا الأمر يُشعر الأطفال بالتعب، نتيجة الجهد المضاعف مقارنة عما يبذله أقرانهم الطبيعيون، كما يقول الوالد.

كما أن أيديهم وأجسادهم الصغيرة تتعرض للخدوش، نتيجة المشي على الأرضية الخشنة (من الإسمنت).

فيما يتخوف الشريف على أرواح أطفاله عند استعمالهم لدرجات السلم الداخلي في المنزل، للوصول إلى الطابق الرابع؛ لاسيّما أنه يفتقر لمعايير الأمان، إذ يمكن أن يسقطوا حال آتوا بحركة خاطئة أثناء "سباحتهم على أيديهم".

بدوره، يقول عبد الله الحجّار، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام، في جمعية "السلامة الخيرية" إن "فيفا (فلسطين-ماليزيا) تلقّفت معاناة أسرة الشريف التي نقلتها وكالة الأناضول في إطار دور الإعلام بنقل معاناة شرائح المجتمع المختلفة".

ويتابع: "هذه الجمعية من ضمن الجمعيات الإنسانية في الخارج، التي تربطنا معها علاقة شراكة استراتيجية".

ويوضح أنها قدّمت دعماَ مالياَ بقيمة 5 آلاف دولار أمريكي لشراء سيارة لعائلة الشريف.

ويذكر أن الغرض من المساعدة "توفير مشروع صغير للعائلة يمكّنها من العيش، إلى جانب إيجاد وسيلة نقل مناسبة وآمنة للأطفال".

ويرى الحجّار أن توفير بعض الإمكانات المادية من شأنه أن "يخفف القليل من معاناة العائلة".

ويستكمل قائلاً: "قد يساعد هذ المشروع الصغير في التخفيف من الأسرة، ودمجها بالمجتمع الفلسطيني".