فلسطين أون لاين

​"روشن ملحيس".. بـ"جينات موروثة" ترسم الواقع

...
روشن ملحيس
غزة - مريم الشوبكي

تُبدع في رسم أدق تفاصيل الوجه حتى يُخيّل إليك أن اللوحة تحمل صورة حقيقية، وليست مرسومة بريشة وألوان، كما تعشق أن تطلق العنان لخيالها في رسم الطبيعة والمشاهد الواقعية، وتحلم أن تصبح معلمة للفنون، لتنقل موهبتها لجيل تترك فيه بصمتها.

الرسامة "روشن ملحيس" حاصلة على بكالوريوس قانون، تقيم في نابلس، اكتشفت موهبتها في الرسم منذ نعومة أظفارها، تتحدث لـ"فلسطين" عن موهبتها وطموحها فيها، وعن تخصصها البعيد عن هذه الموهبة.

قانون ورسم

تقول مليحس (22 عاما): "اخترت التخصص الجامعي بناء على رغبة أهلي بعد تفوقي في الثانوية العامة، والتي اجتمعت مع رغبتي في دراسة القانون".

وتضيف: "دراستي الأكاديمية تختلف تماما عن موهبتي في الرسم، وكل مجال منهما يحتاج لنوع ذكاء مختلف، لكن الإبداع دائما هو نفسه، يجب أن أعترف بأن القانون كعلم جميل جدا، لكن في واقعه العملي وجدت أن الأمر صادم وغير مريح بالمطلق".

وتتابع: "لو أدركت هذه الحقيقة قبل دراستي للقانون، لفضلت اختيار تخصص آخر، ولكن ما كنت لأختار دراسة الفنون، لأنها مجال واسع فيه الكثير من التشعبات، ولا أستطيع أن أحصر نفسي في زاوية واحدة منها، وأنا أعي جيدا أنني قادرة على الإبداع في مجال غيره، والحياة مليئة بالأمور التي يمكن أن نتعلمها، وسأظل أتعلم طوال حياتي".

لكل موهبة مُكتشف، ولكل إبداع ظهر يسنده، فأول من تنبه لموهبة "ملحيس" في الرسم والدتها، ومربياتها في روضة الأطفال، ثم في المدرسة، أما هي فأدركت أنها موهوبة من حجم الإطراء الذي كانت تتلقاه حينما كانت تبدع أناملها الصغيرة في رسم لوحة جميلة.

كان هذا الإطراء وقودا يحفزها على الاستمرار في الرسم، لا سيما بعد أن بدأت تدرك معنى الرسم وماهيته، وتؤمن بأنها موهوبة وتمتلك مقومات الإبداع والنجاح في الفن.

لا مستحيل

وتوضح: "ورثت جينات الرسم عن والدتي، فقد لاحظت أنها حينما ترسم، ولو أشكالًا بسيطة، تكون خطوطها ثابتة وواضحة، كما أن عندها ذوق راقٍ بالعموم".

"هو كل شيء في حياتي"، هكذا تصف "ملحيس" الرسم، مشيرة إلى أنها ترسم على أي شيء تجده أمامها، لا تقتصر على اللوحة البيضاء، لأنها مهتمة بأن تثبت أن عندها القدرة على رسم أي شيء، وعلى أي شيء.

وعن مدارس الرسم التي تميل لها، تبين أنها تميل للفن الكلاسيكي والمدرسة الواقعية، وهي مدرسة تركز اهتمامها على كل ما هو واقعي وموجود في الطبيعة، إذ تسعى لتصوير الماديات على هيئة أعمال فنية بصورة طبق الأصل.

تؤكد الرسّامة أنها لا تتوقف عن الإبداع، لأنها لا ترى أن هناك مستحيلا في الحياة، حتى لو كانت تسير نحو مُرادها بخطوات بطيئة، لأنها تؤمن بأن المدة مهما طالت، ستصل في نهاية المطاف.

وتطمح ملحيس إلى أن تنقل علمها وخبرتها في الرسم إلى غيرها، بأن تصبح معلمة رسم لها بصمة تميزها عن غيرها من الرسامين، كما لديها طموحات تحتفظ بها لنفسها.