فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الدَّعم العسكريِّ والسِّياسيِّ الغربيِّ لـ (إسرائيل).. وقاحة أسقطت أكذوبة "حقوق الإنسان"

غزَّة.. استشهاد ديب حسين بطل العرب وفلسطين في "مصارعة الذراعين"

بعد عام من الحرب.. البطالة تعصف بعمَّال غزَّة والمساعدات "شحيحة"

د.الدقران لـ"فلسطين أون لاين": استمرار حرب الإبادة "حكم بالإعدام" على المرضى والمصابين

"جئناكم بجحيم الموت، فمخيّم جباليا حرامٌ عليكم".. القسام ثبت مشاهد "ملحميَّة" لـ ""تفخيخ منازل" "واصطياد جنود" شمال غزّة

اللِّواء الدُّويري: خطاب أبو عبيدة يدشِّن لمرحلة جديدة من المقاومة ضد "إسرائيل"

جنوب أفريقيا تعتزم تقديم أدلَّة جديدة لـ "العدل الدوليّة" على الإبادة الإسرائيليَّة بغزَّة

أبو عبيدة: خيار المقاومة هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ضدَّ الاحتلال

كيف يتعمَّد الاحتلال شلَّ محاولات إنقاذ ضحايا الغارات والمجازر المتواصلة على غزّة؟

الفشل الاستخباري والعسكري بـ 7 أكتوبر .. زلزال لا زالت هزاته متواصلة بـ (إسرائيل)

مسؤول يوضح لـ "فلسطين أون لاين"..

تقرير كيف يتعمَّد الاحتلال شلَّ محاولات إنقاذ ضحايا الغارات والمجازر المتواصلة على غزّة؟

...
تعطِّل سيَّارات الإسعاف.. ثلاثيَّة أسباب وراءها حرب الإبادة الإسرائيليَّة
خان يونس / علي البطة:

تصطف عشرات مركبات الإسعاف المعطلة أمام مقر الإسعاف والطوارئ في الناحية الجنوبية من مستشفى ناصر في خان يونس، وسط حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عام كامل.

من القصف إلى أعطال الصيانة ونقص الوقود تتعدد أسباب اصطفاف المركبات التي خرجت عن الخدمة جراء اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي الذي يتعمد تدمير قدرات الإسعاف الفلسطيني وشل قدرته على إنقاذ المصابين جراء الغارات التي لا تتوقف.

يؤكد شريف البيوك مسؤول الصيانة في وحدة الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة وجود ٨٨ مركبة إسعاف، تعمل منها ١٤ مركبة فقط تخدم في المحافظات الوسطى وخان يونس ورفح.

ويوضح البيوك لـ "فلسطين أون لاين"، أن نصف أسطول المركبات ٤٤ مركبة مجمدة عن الخدمة لعدم توفر وقود لها، وهناك ٢٢ مركبة متوقفة نتيجة أعطال، وبقية المركبات دمرت جراء اعتداءات الاحتلال.

أهداف مستباحة

ومنذ بدء حرب الإبادة حول جيش الاحتلال المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى أهداف مستباحة، فقتلت ودمرت وعملت على انهيار المنظومة الصحية.

ووفق وزارة الصحة؛ فقد دمر القصف الإسرائيلي 131 سيارة إسعاف وتسبب باستشهاد العشرات من المسعفين وطواقم الإنقاذ من وزارة الصحة والهلال الأحمر والدفاع المدني خلال مهماتهم الإنسانية.

المهمة المستحيلة

وتبدو المهمة شبه مستحيلة أمام طواقم الإسعاف في العمل الإنساني مع تلقيها يوميا عشرات الإشارات للتحرك في مناطق لا تتوقف فيها غارات الاحتلال وسط اكتظاظ سكاني نتيجة النزوح، حيث يتجمع قرابة 1.7 مليون في نطاق جغرافي ضيق.

ويشير البيوك إلى أن السيارات ال١٤ العاملة مقسمة بين ٩ مركبات نقل مرضى، و٥ مركبات عناية مركزة يضطرون لاستخدامها في الحالات العادية لسد العجز.

قبل حرب الإبادة الحالية كان لكل سائق، سيارة إسعاف، وفق البيوك، الذي يشير إلى أن اليوم أصبح لكل ١١ سائق سيارة واحدة بسبب توقف العدد الأكبر من المركبات عن العمل.

وقال: لدينا ٥٥ سائق إسعاف في المحافظة الوسطى، و٦٦ في محافظة خان يونس، و٣٤ في محافظة رفح، وهو ما يؤكد الفارق الكبير بين أعداد السائقين والمركبات.

مأساة لا تتوقف

المأساة لا تتوقف هنا، فالسيارات ال١٤ العاملة مهددة بالتوقف جراء اعتداءات الاحتلال والأعطال الناتجة عن الاستخدام المتواصل للمركبات، وفق البيوك الذي أشار إلى أن المركبة تعمل تقريبا على مدار الساعة وهذا يؤدي إلى الإضرار بها سريعا وتقصير عمرها.

وعادة يتلقى مركز الإسعاف إشارات من المواطنين عن الغارات الإسرائيلية فيتحركون سريعًا لإجلاء الضحايا ومحاولة إنقاذهم إلى جانب نقل جثامين الشهداء.

ورغم وصول ٤٤ مركبة اسعاف غزة خلال الحرب إلاّ أن معظمها تعطل لعدم وجود قطع غيار لها أو لنقص الوقود المتوفر للسيارات، وفق البيوك.

أزمة الوقود وقطع الغيار

وتفرض قوات الاحتلال حصارا على قطاع غزة وتمنع تدفق الوقود، وأغلب البضائع ومنها قطع الغيار والزيوت الخاصة بالمركبات، في حين تسمح بإيصال كميات محدودة جدًا من الوقود عبر المنظمات الدولية، بما لا يستجيب مع الحاجة المتزايد لتحرك المركبات مع اشتداد وتيرة القصف والغارات الإسرائيلية

ويوضح البيوك أن جميع المركبات في الوسطى وخان يونس ورفح كانت تستهلك قرابة ٢١٧٠ لتر وقود أسبوعيا، بينما اليوم ١٤ مركبة تستهلك ٣٥٠٠ لتر وقود اسبوعيا وهي كميات غير متوفرة باستمرار ما يفاقم المشكلة.

وتضطر طواقم الصيانة لإصلاح أعطال المركبات بما توفر من قطع ومعدات تنقل من المركبات المتوقفة وهذا يؤدي إلى تدمير أسطول مركبات الإسعاف، وفق حديث أحد العاملين في الصيانة لفلسطين أون لاين.

أوضح أن الفحص الدوري لسيارات الإسعاف قبل الحرب كان يجري شهريا، أما حاليا الفحص فهو شبه أسبوعيا وذلك بسبب كثافة العمل على السيارات.

وقال مسؤول الصيانة في وحدة الإسعاف والطوارئ: الفحص الفني يتطلب تغيير مستمر ودائم خصوصا للزيوت والفلاتر والبريكات وهذا يشكل عبئا مالي علينا وتعطيل للشغل في حال توفر ذلك أصلا.

وأشار إلى أن هناك عشرات السيارات المتبرع بها من جهات خارجية يشكل وجودها عبء على الوزارة للتكلفة التشغيلية العالية لها، موصيا بإرسال سيارات ملائمة لعمل الوزارة بحيث تكون موفرة للوقود، ومتوفر لها قطع غيار من الناحية الأخرى.