فلسطين أون لاين

سلاح الاحتلال لتشريد المدنيين ..

تقرير النُّزوح من "المغازي".. وُجهَة مَجهولة وجيُوب أرهقتها الحرب

...
النُّزوح من "المغازي".. وُجهَة مَجهولة وجيُوب أرهقتها الحرب
غزة/ يحيى اليعقوبي:

لحظة إلقاء جيش الاحتلال أوامر إخلاء لمخيم المغازي وسط قطاع غزة، طارت ذاكرة الشابة دينا أبو الروس من سكان المخيم لرحلة النزوح الأولى التي عاشت تفاصيلها المريرة في 26 ديسمبر/ كانون أول 2023، عندما نزحت عائلتها والقصف فوق رؤوسهم وكانت الدبابات الإسرائيلية تقف على مدخل المخيم.

على مدار 45 يومًا عاشت العائلة المكونة من 20 فردًا في غرفة ببيت شقيقتها المتواجدة بمحافظة رفح، ورغم خلو الغرفة من النوافذ والأبواب كانت أفضل حالا من العيش في خيمة، أما حاليا فالمستضيف أصبح ضيفًا بعدما نزحت الشقيقة للمخيم وبات الجميع يرسم طريقا جديدًا للنزوح لا يعرفون أين نهايته!؟ فمعظم الأماكن في المنطقة التي يدعي الاحتلال بأنها إنسانية امتلأت وأصبح العثور على مكان لنصب خيمة شيئًا صعبًا.

تغلب الحيرة أبو الروس وعائلتها، ولا وقت لديهم للتفكير كثيرًا، فالصواريخ والقذائف والأحزمة النارية تعجل من قرار النزوح، خوفا من حدوث سيناريوهات مماثلة لما حدث في المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس التي نزحت فيه عائلات قبل شهر دون أن يحصلوا على فرصة لنقل الأمتعة والأغراض فناموا بالشوارع وممرات المدارس لثمانية أيام متواصلة قبل انسحاب الاحتلال والعودة لمناطقهم.

وضع متوتر

تسيطر ملامح الخوف على نظرة أبو الروس للمستقبل المجهول قائلة لموقع "فلسطين أون لاين": "الوضع لدينا متوتر جدا، فهناك قذائف مدفعية تسقط مما شكل خوفا لدينا وقلق كون لدينا أطفال ولا نعرف إلى أين نزح، فلا يوجد مكان ولا حتى خيمة ننزح بها. المرة الأولى خرجنا تحت القصف نهاية العام الماضي ولا نريد تكرار نفس التجربة".

لا تنسى أبو الروس مرارة اللحظات التي عاشتها في رحلة النزوح الأولى، فكانت العائلة تنام على شكل صفوف كي تستطيع الغرفة استيعاب نوم 20 شخصًا، وتفضل البقاء في منزلها بالمخيم والعيش تحت نيران القذائف والقصف على تخيل العودة لمعاناتها السابقة.

وقابل اللاجئون والنازحون بمخيم المغازي أوامر الإخلاء باستهجان شديد في ظل الاخبار التي أشيعت عن نجاح المفاوضات ووجود أجواء إيجابية، وهو ما حدث عكسه وفق اللاجئ أبو أحمد أحد سكان المخيم.

أبو أحمد الذي طلب عدم ذكر اسمه يقول لموقع "فلسطين أون لاين": "نحن نشعر باستياء شديد لأن الاحتلال يستهدف المدنيين بحرب إبادة بشعة كوسيلة للضغط على المفاوضات"، متسائلا بقهر: "ما ذنبنا أكثر من 30 فردًا ننزح للمرة الثالثة تحت القصف؟".

جيوب مرهقة

وأضاف بمرارة تغلف كلماته "تعبنا وارهقنا ماليا وأغلب الناس مثلنا، فأقل عملية نزوح تكلف نحو 1500 شيقل، في ظل غياب الرواتب، كما أننا بعنا جل ما نملك لأجل إطعام أطفالنا وتأمين احتياجاتهم خلال الحصار وحرب الإبادة المتواصلة على القطاع على مدار أكثر من عشرة أشهر".

نفدت أموال أبو أحمد ولم يعد قادرا على دفع أجرة مواصلات جديدة، إلى منطقة أصبحت تضم أكثر من مليون نازح حشروا في المنطقة المسماة "زورا إنسانية غرب المحافظة الوسطى".

وأكثر ما يؤرقه هذه المرة أن الاحتلال ارتكب مجازر عديدة في المناطق التي يدعي أنها آمنة منها مجزرة المواصي التي قتل فيها نحو 100 مواطن في 13 يوليو/ أيار الماضي.

وشملت أوامر الإخلاء بالمخيم "كل المتواجدين في بلوكات 2232, 2340, 2343, 2245, 2244 ,2243, 2242, 2241, 2240 في منطقة المغازي وحارات شارع صلاح الدين ومنطقتي الفاروق والأمل وسط القطاع".

وأمس الجمعة، أصدر جيش الاحتلال، أوامر إخلاء جديدة في جنوب دير البلح وشمال خانيونس، وسط وجنوبي قطاع غزة.