فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

خبير عسكري يكشف: هذه معضلة الاحتلال بـ "محور فيلادلفيا" وحقيقة الأنفاق المكتشفة برفح

مسؤول في الدفاع المدني لـ "فلسطين أون لاين": استهداف الاحتلال لمراكبنا وطواقمنا سيزيد من صعوبة عملنا

وصلوا أجساد محروقة حرقًا.. الإعلام الحكومي بغزة: 320 شهيدًا وجريحًا بأسلحة "إسرائيلية" محرمة دوليًا

خسائر "الدبابات" بمعارك غزة أجّل قرار دمج مجندات جيش الاحتلال في "سلاح المدرعات"

"القسام" تعلن مقتل وجرح جنود للاحتلال بعد تفجير دبابتين جنوب غزة

"بسبب الكوفية الفلسطينية" عميد كلية يرفض تكريم طالبة.. تفاصيل واقعة أغضبت المغاربة (شاهد)

كاتب "إسرائيلي": 7 أكتوبر تسونامي تاريخي كشف عن انهيار مدوٍّ لأسطورة جيشنا

لهذا السبب.. عائلة الشهيد الطبيب عدنان البرش ترفض طلبًا "إسرائيليًا" بتشريح جثمانه

زحالقة لـ "فلسطين أون لاين": نتنياهو وضع أهدافًا للحرب لا يمكن تحقيقها كي تستمر

تصاعد الهجرة العكسية .. نصف مليون "إسرائيلي" حزموا حقائب الهجرة منذ 7 أكتوبر

بعد اجتياح أكل الأخضر واليابس

تقرير سكان مخيم جباليا ينتزعون الحياة من وسط الألم والدمار

...
غزة/ نور الدين صالح:

دبّت روح الحياة من جديد بين أزقة وشوارع مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، رغم الدمار والخراب الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحه الأخير، الذي استمر على مدار عشرين يوماً، حرق خلاله "الأخضر واليابس".

عشرات آلاف المواطنين من المخيم عادوا إلى منازلهم بعد اللحظات الأولى من انسحاب الاحتلال الإسرائيلي منه، رغم القصف والدمار الذي حل بها إلا أنهم متشبثين بها ولا يقبلون العيش خارجها، حتى ولو داخل خيمة على أنقاضها.

حين تدخل إلى سوق "معسكر جباليا" وسط المخيم لا تجد منه إلا أكوام من الحجارة والحديد، لكنّ ذلك لم يقف حائلاً أمام الشاب محمد عودة لإقامة "بسطة صغيرة" له على أنقاض السوق، في إشارة لتمسكه بالمخيم.

أمام ركام منزلٍ مدمر يقف عودة خلف "بسطته الصغيرة" التي رصّ عليها أصناف من المُعلبات فيقول لمراسل "فلسطين أون لاين": "عُدت للبيع من جديد بعد انسحاب الاحتلال من المخيم، فلا بديل لنا إلا البقاء في هذا السوق".

photo_2024-06-10_16-21-30.jpg
يضيف عودة وهو يرمي نظراته نحو الدمار الهائل الذي لحق بسوق معسكر جباليا: "رغم كل هذا الدمار لن نتخلى عن مخيمنا، ولن تخيفنا جرائم الاحتلال، وسنبقى هنا مهما كلفنا الثمن".

إلى جانبه يقف الشاب كريم حمدان خلف "بسطة" وضع عليها ربطات من الخبز غير آبه لأشعة الشمس الحارقة، ويحكي "عدنا للمخيم بعد انسحاب الاحتلال، وأحاول من خلال هذه البسطة إعالة عائلتي وتوفير الاحتياجات الأساسية اللازمة لها".

ويتابع حمدان، أن عائلته تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة، وهو ما دفعه لفتح البسطة من جديد رغم الدمار الذي حلّ بمنزله والمخيم بشكل عام في سبيل تلبية احتياجاتها الأساسية، في ظل تفشي المجاعة شمال قطاع غزة.

أما المواطن "أبو أنس الكحلوت"، فكان منهمكاً في تعبئة جالونات المياه فيقول: "نواجه صعوبات في الحصول على المستلزمات الأساسية وخاصة مياه الشرب، لكننا سنبقى هنا ولا خيارات بديلة لدينا".

وأضاف الكحلوت "في ظل الوضع الصعب الذي يمر به معسكر جباليا نتيجة الدمار الذي حلّ به إلا أننا مصرون على البقاء فيه، ففيه وُلدنا ولن نتركه مهما كلفنا الأمر".

photo_2024-06-10_16-21-29.jpg

ويستصرخ كل الضمائر الحية في العالم بضرورة التحرك من أجل دعم قطاع غزة وشماله تحديداً في ظل عودة شبح المجاعة من جديد وقلة البضائع في الأسواق وارتفاع أسعار الموجود منها".

فيما يتجول المواطن محمد المقيد في أرجاء السوق الُمقام على أنقاض السوق القديم قبل الدمار، وقد اختلطت مشاعره بين الألم والحسرة والصمود والتحدي، حيث يقول: "لم نكن نتخيل أن تعود الحياة إلى المخيم بفعل الدمار الهائل الذي ضربه".

وما يؤلم "المقيد" هو قلة البضائع الموجودة في السوق بسبب عودة شبح المجاعة من جديد لشمالي القطاع، لكنه يصمت ويتابع حديثه "هذا قدرنا أن نعيش هذه الحياة (..) إن شاء الله شدة وتزول بإذن الله".

ويطالب المقيد كل دول العالم بضرورة الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة التي يشنها ضد قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي.

ويرسم السكان والباعة وهم يتشبثون بمخيم جباليا صورة من التحدي والصمود والتمسك بالحياة ما استطاعوا إليه سبيلا ليرسلوا رسالة إلى الاحتلال "نحن باقون هنا مهما دمّرت وقتلت منا لن تقتل روح تمسكنا بمخيمنا".

وأسفر العدوان الإسرائيلي الذي انطلقت شرارته في السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولا يزال مستمراً في شهره الثامن على التوالي عن استشهاد أكثر من 36 ألفاً وإصابة 90 ألفاً آخرين- معظمهم من النساء والأطفال- كما تسبب العدوان في تدمير هائل للبنية التحتية مخلفاً "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لتقارير فلسطينية ودولية.