خرج مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، صباح اليوم الجمعة، عن تقديم الخدمة الطبية بشكل كامل، بعد وصول جيش الاحتلال إلى محيط المستشفى وحصار الطواقم الطبية والجرحى والنازحين المتواجدين بداخله، وسط إطلاق نار متواصل صوب كل من يتحرك في محيط المستشفى.
وأفادت مصادر صحفية، بأن قوات الاحتلال تحاصر عددًا من الجرحى والطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار عنيف في محيط المشفى.
وصباح اليوم، تقدّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا وأطلقت النار والقذائف باتجاه المستشفى والمناطق المحيطة.
كما أطلقت طائرات مسيرة "إسرائيلية" نيرانها في محيط مستشفى كمال عدوان خلال تقدم آلياتها نحو محيط المستشفى.
ويُشار إلى أن مستشفى كما عدوان هو المستشفى الأخير الذي كان يقدم الخدمة في شمال غزة بعد توقف مستشفى العودة، وبعد خروجه عن الخدمة فإن الأمر ينذر بكارثة حقيقية أمام أكثر من 700 ألف مواطن في مدينة غزة وشمالها جرّاء خروج المنظومة الصحية بشكل كامل عن تقديم خدماتها.
ويوم الأربعاء الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال مستشقى العودة في تل الزعتر، بعد محاصرته، وأجبرت الطواقم الطبية على مغادرته تجاه غرب غزة بعد اعتقال أحدهم.
كما طالب الاحتلال مرافقي المرضى بالخروج منه، ولم يعرف مصير المرضى حتى اللحظة.
وأمس الخميس، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الاتصال انقطع بأفراد الطواقم الطبية والمرضى والجرحى الذين تبقوا داخل مستشفى العودة، وهناك خشية من تكرار جرائم القتل والاعدام والاعتقال التعسفي والحرمان من الماء والطعام والعلاج.
ووثّق الأورومتوسطي شهادات عن استهدافات "إسرائيلية" مستمرة لمباني مستشفى العودة الذي لا يزال يتواجد به 13 مريضًا ومصابًا وكادر طبي يتراوح عدده بين 120-150 شخصًا.
وأوضح الأورومتوسطي أن جميع المستشفيات في شمال قطاع غزة خرجت عن الخدمة، ولم يعد هناك أي مكان لنقل الشهداء أو الجرحى أو المرضى إليه لتلقي العلاج، بما في ذلك توقف جميع برامج الرعاية الصحية المتعلقة بالأمهات والأطفال.
وصباح اليوم، أعلنت إدارة مستشفى شهداء الأقصى، عن انقطاع التيار الكهربائي عن كافة الأقسام بعد توقف المولدات جرّاء نفاد الوقود خلال الساعات الماضية.
وحذرت المستشفى في بيان لها، من كارثة صحية وشيكة حال عدم توريد الوقود للمستشفى خلال الساعات القليلة القادمة. مؤكدةً أن عدم توريد الوقود يأتي في إطار الضغط على الكوادر الطبية والقطاع الصحي المتهالك أصلاً من أجل وقف عمل المستشفيات بالكامل في قطاع غزة.
كما خرج المستشفى الرئيسي في رفح عن الخدمة، فيما تقترب باقي المنظومة الصحية من الانهيار الكامل جرّاء نفاد المستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.