فلسطين أون لاين

تقرير "غيث".. طفلٌ أفقده الاحتلال عينه وحرمه من والديه

...
غزة/ خاص فلسطين

تبدّدت أحلام الطفل عبد العزيز غيث، ابن الستة أعوام، وانقلبت حياته رأسًا على عقب بعد أن سلبت صواريخ الاحتلال "الإسرائيلي" عينه اليسرى ووالدته نهاية أكتوبر الماضي، لتكمل جريمتها في قنص والده "محمد" 38 عاماً بعد نزوحه إلى وسط قطاع غزة بزعم أنها منطقة آمنة.

 حالة من الحزن خيّمت على غيث، وشقيقاته الثلاثة، بعد أن أبلغوا بالعثور على جثمان والدهم، في 1مايو الجاري، في شمال مخيم النصيرات خلال محاولاته لجمع الحطب، بعد أن فقدت آثاره في الـ25 من الشهر الماضي.

بمجرد أن حضر الجد جميل (68 عامًا)، والقول لزينة (18 عامًا)، ابنة الشهيد "محمد" إلى مكان نزوحهم بمخيم النصيرات وسط القطاع، ليخبرهم باستشهاد والدهم والدموع تنسكب من عينيه وهو يحتضنهم ويخبرهم بالتجهز لوداع والدهم.

رصاصة متفجرة

وتقول غيث، لموقع "فلسطين أون لاين": "ما أن وصل جثمان والدي، محملًا على الأكتاف وملفوفًا بالكفن الأبيض إلى ساحة مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطي تعالت التكبيرات وصيحات بناته الثلاثة بينما انهمك الطفل عبد العزيز، في نثر بعض الورود التي جمعها من ساحات المستشفى على والده خلال وداعه الأخير.

وتضيف: أن شقيقها الطفل وخلال بكائهن وقف أمامهن وبدأ يصرخ بصوت مرتفع "لماذا تبكين فأبي وأمي في الجنة وهما بخير وادعوا لهما بالرحمة".

وكانت أم الطفل عبد العزيز، لبنى الترامسي، استشهدت نهاية أكتوبر الماضي، بعد استهداف الاحتلال منزلًا كانت تسير بجواره في شارع حميد، غربي مدينة غزة، فيما استشهد زوجها "محمد" بطلقة نارية من قناص جيش الاحتلال ما أدى إلى استشهاده على الفور. بينما أُصيب شقيقه "شادي" بطلق برجله اليسرى قبل أن يصيبه جيش الاحتلال بطلق متفجر في البطن ليفارق الحياة بعدها خلال توجههم لجميع الحطب ليبيعوه وينفقوا على أسرهم التي فرت من مدينة غزة إلى المحافظة الوسطي بزعم أنها منطقة أمنة، والقول لشقيقهم "أنور" الذي نجا من رصاصات جيش الاحتلال.

وحاول أنور، خلال حديثة لمراسل موقع "فلسطين أون لاين" استجماع قواه، قائلًا: إن شقيقيه محمد وشادي، في ذلك اليوم –يوم استشهادهم- بدت عليهم علامات الفرحة وصفاء الوجه، وكأنهم يرون أماكنهم في الجنة، وأخذوا خلال مرافقتي لهم يوصونني بأولادهم وألا أتركهم وأهتم بهم ويمازحونني بين الفينة والأخرى وألا أحزن لو أصابهم شيء.

قناص إسرائيلي

ويكمل غيث: "إن شقيقيه ما إن وصلا شمال مخيم النصيرات، وذهبا لجمع الحطب بالقرب من المخيم الجديد انهالت عليهما رصاصات من قناص جيش الاحتلال، رغم أنهما عزل ولم يشكلا خطرًا على أحد وكانوا يجمعون الحطب لبيعه".

وبالعودة إلى زينة، تشير إلى أنها لم تتحمل صدمة استشهاد أمها نهاية أكتوبر الماضي، لتُصدم مجددًا باستشهاد والدها لتكون الأب والأم لشقيقاتها مرح (16عامًا)، ومرام (14عامًا) وشقيقها، عبد العزيز".

وتمضى بالقول: إن والدي ومن خوفه الشديد عليهم اضطر للنزوح إلى وسط القطاع، بداية نوفمبر الماضي، وليكون قريباً من مستشفى شهداء الأقصى ويتابع الحالة الصحية لأخي بشكل مستمر بعد أن فقد عينه اليسرى ولتردي وضعه الصحي ولحاجته الماسة لمتابعة طبية مستمرة".

وتحاول غيث، بين الفينة والأخرى مسح الدموع التي تناثرت على وجهها وهي تنظر إلى إخوتها قائلة: "لم يبقَ لنا أحد بعد استشهاد والداي فمن سيعتني بأخي عبد العزيز، ومن سيرافقه في رحلة العلاج التي ينتظرها لتركيب عين صناعية بعد أن فقد اليسرى عندما كان في رفقة أمي التي استشهدت نهاية أكتوبر الماضي.

وتكمل متسائلة: "ومن سيكون إلى جانبه عندما تجرى له العمليات الجراحية لإزالة الشظايا من جسده؟!، ومن سيقف إلى جانبنا في ظل نزوحنا إلى المحافظة الوسطى بعد أن تركنا منزلنا في معسكر الشاطئ بمدينة غزة؟!، وكيف سنعود له بعد أن فقدنا أبي وأمي وسلب جيش الاحتلال عين أخي الوحيد عبد العزيز ؟!.