فلسطين أون لاين

عيد الأُم في غزَّة.. 37 أمًا تُقتل كلّ يوم وأخريات عالقات تحت ركام المدينة

...
نساء غزة.jpg
غزة - فلسطين أون لاين

يعلو صوت إطلاق النار في غزة وأنين معاناة سكانها على صخب الاحتفال بعيد الأم، ويدير العالم  ظهره لمآسي القطاع جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، لتبقى صور الموت المصدرّة من غزة الأكثر دويًا في الضمائر والوجدان.

والأم في فلسطين تختلف عن بقية الأمهات في العالم منذ عقود في كونها شهيدة وأم شهيد/ة وزوجة شهيد وابنة وشقيقة شهيد/ة، وهي أيضًا أسيرة في سجون الاحتلال تتعرض للتعذيب ويحرمها سجّانها من ممارسة أمومتها ويمنعها عن أبنائها.

ونحصي حتّى اللحظة 9 آلاف امرأة شهيدة، وأخريات عالقات تحت ركام المدينة، و37 أمّاً تُقتل كلّ يوم، ونحن نشاهد شهادات متتابعة لأمّهات ينجبن تحت القصف، لحوامل يعانين من سوء التغذية ولا يتلقّين الرّعاية، لأسيرات يتعرّضن للتعرية والتعذيب والضّرب.وفق تقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

يبدو أنّنا، مع هذا اليوم أو من دونه، سنظلّ ننتظر اللحظة التي تتحقّق فيها الحقوق الأساسيّة للمرأة الغزّيّة، وعلى رأسها حقّها بالحياة، منهنّ من استشهدن خلال الحرب المستمرّة على غزّة، ومنهنّ من يزلن على قيد الحياة ليروين شهاداتهنّ للتاريخ.

وإجمالا، خلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

الأمهات الحوامل في غزة يواجهن أهوالًا صعبة

وتركت الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة، الأمهات الحوامل من دون فحوصات طبية لعدة أشهر، حيث أن خدمات الرعاية الصحية الأساسية غير متوفرة فعليًا ولا تستطيع النساء أثناء المخاض الوصول إلى المستشفيات بسبب عدم توفر الوقود ومحدودية القدرة الاستيعابية في المستشفيات القليلة المتبقية.

وتواجه نحو 52 ألف امرأة حامل في قطاع غزة الخطر بسبب انهيار النظام الصحي، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتلد النساء النازحات اللواتي يعشن في ظروف مزرية في خيام بلاستيكية ومبانٍ عامة وغالبًا ما تعود اللواتي يتمكنّ من الولادة في المستشفى إلى ملاجئهن المؤقتة بعد ساعات فقط من الولادة القيصرية.

وتتعرض النساء وأطفالهن الجدد للموت بسبب القصف، وبحسب أرقام الأمم المتحدة، كانت هناك حوالي 50,000 امرأة حامل في غزة عندما بدأت الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ويعتبر معدل الولادة في غزة الأعلى في المنطقة.

وتضع حوالي 180 امرأة مواليد في كل يوم، والكثير ينجبن اليوم بدون عناية طبية أو إشراف طبيب وأحيانا في الخيام والملاجئ التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية، وفي مرات داخل الحمامات العامة، بحسب ما يقول عمال الصحة في الأمم المتحدة والسكان، بحسب التقرير.

ولا تجد الأمهات اللاتي يتوقعن الولادة ويكنّ محظوظات بالوصول إلى المستشفى، العناية المطلوبة، بحسب عمال الصحة مع الأمم المتحدة، ذلك أن عدد المستشفيات الذي يقدم الخدمات هو 12 من 36 مستشفى، وحتى تلك التي تقدم خدمات فهي تقدمها بشكل جزئي، وتعاني هذه من قلة الأطباء والممرضين ومثقلة بالأعباء والمرضى والجرحى.

للقنص عمدًا  والحرمان من أدنى احتياجاتهن

في تقارير حقوقية، تتعرض الأمهات مع عائلاتهن للقتل الإسرائيلي المتعمد والقتل خارج نطاق القانون والقضاء للنساء والأطفال الفلسطينيين في الأماكن التي لجأوا إليها، أو أثناء فرارهم، مع الإشارة إلى أن بعضهم كان يحمل قطعًا من القماش الأبيض عندما قتلهم الجيش الإسرائيلي.

ونستذكر قصة الأم هالة خريس التي أعدّت طعام عائلتها قبل قنصها، فأثناء رحلة النزوح نحو الجنوب، المحفوفة بالمخاطر والأمل بالنجاة، مشت هالة خريس برفقة حفيدها، يحملان راية بيضاء كي يعبرا إلى "منطقة أكثر أمناً". فباغتتهما رصاصة قنّاص إسرائيليّ أردت الأم والجدة هالة قتيلة، ليركض تيم، الحفيد، إلى الوراء من صدمته وهلعه.

وفي الخيّام ومراكز الإيواء، تتعرض العديد من النساء لمعاملة لا إنسانية ومهينة، وحُرمن من الفوط الصحية والغذاء والدواء، وتعرضن للضرب المبرح. وفي مناسبة واحدة على الأقل، جرى توثيق أن النساء الفلسطينيات المحتجزات في غزة أبقين في قفص تحت المطر والبرد دون طعام.

وأعرب خبراء في الأمم المتحدة، عن قلقهم إزاء التقارير التي تفيد بأن عددًا غير معروف من النساء والأطفال الفلسطينيين، بمن في ذلك فتيات، قد اختفوا بعد وصول الجيش الإسرائيلي في غزة إليهم.

وقالوا إن "هناك تقارير مثيرة للقلق عن رضيعة واحدة على الأقل نقلها الجيش الإسرائيلي قسرًا إلى إسرائيل، وعن فصل أطفال عن والديهم، وما يزال مكان وجودهم مجهولاً".