فلسطين أون لاين

تقرير الناجية والشاهدة الوحيدة.. عن الطفلة مسك و"حلاوة وطحينية" !

...
photo_2024-04-28_01-25-41.jpg
غزة/ محمد حجازي:

لم تتخيل براءة الطفلة مسك أبو عاصي ذات الـ 5 أعوام، ذات الوجه الملائكي الصغير، أن تكمل مشوار حياتها وحيدةً يتيمةً الأم والأب، بعد أن فقدت جميع أفراد أسرتها في قصف إسرائيلي "وحشي" استهدف منزلها دون سابق إنذار، لتبقى الناجية والشاهدة الوحيدة على جريمة الاحتلال، وتنضم لأسرة جديدة في رعاية عمها الشقيق الأكبر لوالدها.

وبالعودة للوراء حيث بداية القصة، كانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منزل المواطن أحمد سهيل أبو عاصي في 16/11/2023 في حي الزيتون ليرتقي شهيدًا وجميع أفراد أسرته، وتبقى طفلته الصغرى "مسك" على قيد الحياة تعاني فقدان الحنان العاطفي، لتروي ظلم وجبروت الاحتلال.

والشهيد أحمد أبو عاصي المشهور "بالهور" كان مشهورًا لدى الكثير من العائلات الفلسطينية بابتسامته اليومية الجميلة التي لا تفارق معالم وجهه وحركاته "البهلوانية" ولبسه المميز اللافت للأنظار حيث كان يعمل صبابًا للخروب والقهوة في المناسبات والأفراح.

ويقول علي أبو عاصي عم الطفلة "مسك" الذي يرعاها لـ "فلسطين أون لاين"، إنها بمثابة أبنائي وزيادة ولا فرق بينهم.

ويضيف والدمع منهمر من عينيه بشكل كبير أن "مسك" تستيقظ ليلاً بشكل يومي تبكي وتنادي على والدها ووالدتها "بدي بابا وبدي ماما".

ويكمل أبو عاصي حديثه لـ"فلسطين أون لاين" إن "مسك" "لها خصوصية خاصة بالنسبة لي بحكم الشبه الكبير بينها وبين والدها الشهيد "أحمد" الذي تربطني به علاقة قوية وسأحرص على حسن تربيتها وتعليمها وتلبية طموحها وتحقيق أمنياتها".

ويقول أغلب أوقات أخي الشهيد "أحمد" وأبنائه كانت في بيتي الجديد الذي قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، الذي سأعمره بيدي ويد أبنائي رغم الدمار والحصار الذي تشهده غزة الحبيبة.

ويتابع: "كنت أشارك أخي "أحمد" وأبناءه معي في رحلي الترفيهية دونًا عن إخوتي وكنت أعامل أطفاله خاصة "مسك" كما أعامل أبنائي".

وعلي أبو عاصي لديه 6 من الأبناءنهم الطفلة "إيمان" من ذوي الاحتياجات الخاصة ويسكن في أحد مراكز الإيواء في شمال غزة.

ويضيف: "مسك صغيرة لكنها كبيرة بأفعالها، حيث راجعني العديد من الأصدقاء والأقارب بسبب عدم قبولها الأموال والهدايا منهم إلا بعد استشارتي، وهدفي من ذلك هو تربيتها تربية صالحة".

وعن زوجته إيمان التي تعيش "مسك" في حضانتها يقول أبو عاصي: "إن زوجتي طيبة  وحبوبة للأطفال وحنونة عليهم وهذا ما يطمئن قلبي ومن شدة حبي لزوجتي سميت ابنتي "إيمان" على اسم والدتها، وأن علاقة زوجتي "بمسك" أصبحت علاقة الأم بطفلتها".

وهنا توجهت بسؤالي للطفلة "مسك" ما اسمك يا حلوة؟ فقالت "حلاوة وطحينية" فضحكت ! .

وعن سبب التسمية "حلاوة وطحينية" يقول أبو عاصي: "في ظل الحرب وتشديد الحصار ومنع دخول المواد الغذائية للمواطنين وخاصة السكريات ومنها الحلاوة، أدى لارتفاع الأسعار أضعافا مضاعفة وانقطاعها من الأسواق المحلية في شمال غزة، حيث كان أطفالي ومنهم "مسك" يعشقون الحلاوة والطحينية حتى أطلقت على مسك "حلاوة وطحينية".

ويختم أبو عاصي بالقول: "سنبقى صامدين صابرين رغم الجراح والمعاناة وسنعزز حب الوطن والجهاد في نفوس الأطفال والشباب حتى تحرير الوطن وطرد المحتل".

وستبقى "مسك" وشبيهاتها من الأطفال تروي الحكاية للأجيال علها تفضح الاحتلال ومن يسانده ويلتف لفيفه.

ومازالت حرب الإبادة الجماعية مستمرة منذ أكثر من مائتي يوم ومازال الظلم مستمر على الشعب الفلسطيني وأطفاله وطفولته المستباحة من قبل هذا العدو المجرم.