فلسطين أون لاين

مع اشتداد القصف.. نص دعاء القنوت في حالة الخوف واللجوء لله في الحماية

...

(اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيت، وعافِنا فيمَن عافيت، وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت).

دعاء القنوت هذا من جوامع الكَلِم المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففيه يضرع العبدُ إلى ربِّهِ أن يهديه، ويعافيه، ويطلب منه النصرة والتأييد، وأن يتولى أمره كله، وألا يَكِلْهُ إلى نفسه طرفة عين، ويسأله البركة فيما يعطيه إياه، ويرزقه به، ويناجيه أن يصرف عنه شرَّ ما قضى له، وقَدَّرَه؛ فإن القضاء بيده سبحانه، يُصَرِّفُ أمر عبده بإرادته، ويحكُمُ بما يشاءُ، ولا مُعقِّبَ لحُكمِه وقَضائِه، وهو وحده إذا أعَزَّ عبدَه الصالحَ ووالاهُ وقرَّبَهُ، فلا مُذِلَّ له، ولا نائلَ منه، وإذا أذل مَنْ عَصَاهُ وعاداهُ فأنَّى له العزة والرفعة والسلامة.

ثم يختم دعاءه بالثناء على الله بما هو أهلُه، قائلاً: (تَباركتَ ربَّنا وتَعالَيتَ)، أي: كَثُرَ خيرُك ووَسِعَت رحمتُك الخَلقَ، وارتفَعْتَ وتنَزَّهتَ عمَّا لا يَليقُ بكَمالِك وجَلالِك.

لذا أقول: لو أن إخواننا وأحبابنا أئمة المساجد حافظوا عليه قانتين به في كل صلاة، لأغنى عن التطويل، وكفى في المراد، وصرفنا عن تخوُّلِ الناس في القنوت رغم مسيس حاجتنا إليه في هذه الظروف، فهذا قنوت النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكَلِمِ، وبهذا نظفر ببركة دوام الدعاء والتضرع إلى الله تعالى دون انقطاع.

الشيخ إحسان عاشور/ مفتي مدينة خان يونس

المصدر / فلسطين أون لاين