فلسطين أون لاين

الأولى فلسطينيًّا وتبث برامجها عبر الإنترنت

تقرير "الأسرة".. إذاعة تخصصية تناقش القضايا المجتمعية بنظرة قانونية

...
إذاعة الأسرة (
غزة/ مريم الشوبكي:

انهمكت المحامية آلاء مقداد بتسجيلات لحلقات برنامجها الأسبوعي "كنوز الحب"، الذي ستطل به لأول مرة الشهر المقبل عبر إذاعة الأسرة في قطاع غزة، وتتناول فيه أسس اختيار شريك الحياة، ورعاية الأبناء وتربيتهم.

شغف مقداد في التقديم الإذاعي دفعها للانضمام لطاقم إذاعة الأسرة، لتكتسب مهارات إعلامية تضاف إلى خبرتها في المجال القانوني منذ عام 2016، وتقول إنها تريد ترك بصمة إيجابية في أول إذاعة فريدة من نوعها في فلسطين.

وتضيف مقداد لـ"فلسطين": "إذاعة الأسرة تهدف لرفع الوعي القانوني، والشرعي لدى جميع أفراد المجتمع، فهناك جهل كبير في القوانين، والذي يوقع الكثير من الناس في مشاكل أسرية، وقانونية".

وأعلنت نقابة المحامين الشرعيين خلال حفل يوم المحامي الشرعي الفلسطيني في 20 يوليو/ تموز الحالي، إطلاق أثير إذاعة الأسرة، وهي نافذة إعلامية متخصصة في الجانبين الأُسري والمجتمعي.

ويسعى المُحامون من خلال الإذاعة التخصصية، إلى مُناقشة مُختلف القضايا، والتحديات التي تواجه الأسرة الفلسطينية بشكل خاص، والمجتمع الفلسطيني بشكل عام، بغرض وضع الحلول المُلائمة لها.

بث إلكتروني

رئيس قسم التقارير في الإذاعة المحامي علاء سكر، كان حين قابلناه قد انتهى لتوه من التحضير لبرنامجه الإذاعي "بين قوسين"، الذي يقدمه برفقة زميلته المحامية روان دادر، ويلقيان من خلاله الضوء على المشكلات المجتمعية التي يجب أن يضعها المسئولون بين قوسين، لإيجاد حلول لها.

ويقول سكر لـ"فلسطين": "نطرح في كل حلقة إيجابيات وسلبيات التأثيرات الخارجية التي تهاجم البيت، ووجود زميلتي يسهم في طرح فكرة البرنامج من وجهة النظر الأنثوية تجاه القضايا، والتي تختلف عن نظرة الرجل لها".

وخلال مدة البث التجريبية سيقدم سكر 20 حلقة، بواقع حلقة واحدة أسبوعيًّا تمتد نصف ساعة، ومن بين تلك الحلقات "موسيقى الطفل"، وتركز على تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وحث أولياء الأمور على منحه حرية التعبير عن رأيه.

وسينطلق البث التجريبي للإذاعة إلكترونيًّا عبر شبكة الإنترنت بمشاركة 40 متطوعًا من المحامين والمحاميات في مطلع سبتمبر/ أيلول المقبل، وسيستمر حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول من العام الحالي، وتبدأ برامج الإذاعة من الساعة الخامسة حتى السابعة مساءً يوميًّا، من داخل مقر نقابة المحاميين الشرعيين الفلسطينيين، غرب مدينة غزة.

التخصصية الأولى

بدوره يقول رئيس مجلس إدارة الإذاعة د.سعد اكريم: "الأسرة هي الإذاعة التخصصية الأولى في فلسطين، والتي تعني بشئون الأسرة، ويقودها فريق من المحامين الشرعيين، وهم مصدر قوة ليسخروا جميع جهودهم، واستشارتهم تحت تصرف الإذاعة، وهذا يعطي قوة في المحتوى الذي تقدمه".

ويتابع اكريم لـ"فلسطين": "الإذاعة تشكل رافعة تنموية لثقافة الأسرية، وعمل وقائي مهم في تحصين الأسرة، وتعالج الكثير من الأسباب التي قد تكون عوامل في تفكيك الأسرة، وهدمها".

ويضيف لـ"فلسطين": "إطلاع المحامين الشرعيين على ملفات كثيرة جعلهم يدركون حجم الهموم الأسرية في الواقع، وهذا الأمر يحتاج إلى عمل يرتقي لحجم هذه المسئولية".

ويشير إلى تشكيل لجان متخصصة لإجراء مقابلات المحاميين المتقدمين للعمل في الإذاعة تطوعًا، ووصل عددهم إلى 127 محاميًا ومحامية، واختير منهم 40.

وذكر أن المقابلات ركزت على مهارات الإعداد والتقديم، والعلاقات العامة، والأرشيف، والتعليق الصوتي، في حين خضع المحامون الذي اجتازوا المقابلات لدورات تدريبية ذات صلة بالعمل الإذاعي.

وعن طبيعة البرامج التي ستقدمها إذاعة الأسرة، يبين أن 20% من برامجها موجهة لتنمية قدرات المحامين الشرعيين المتدربين، كبرنامج قانون العائلة، ومدونة سلوك، والمحاكمات، ومن الألف إلى الياء.

أما البرامج المجتمعية، فيذكر أنها ستشهد تنوعًا، بدءًا من تناول تراث البلدات، والمدن الفلسطينية من حيث الزي، والأكلات، والأمثال، في برنامج كان زمان، أما برنامج لها في نصف ساعة يتناول كل الجوانب الخاصة بالمرأة، أما برنامج ومضات تربوية فيركز على الجانب التربوي في الأسرة.

ومن البرامج المهمة برنامج "الأم بتلم"، ويوضح أنه يركز على دور الأم داخل البيت، وتسليط الضوء على حكمتها، وعاطفتها، ورؤيتها في تنشئة جيل سوي.

ومن البرامج التي تلامس هموم المواطن، برنامج "بيتنا العامر" وتستحضر فيه قصصًا وتجارب حقيقية لعائلات استطاعت تجاوز التحديات والمِحن، وبناء علاقات قوية ومؤثرة، من خلال القيام بواجباتها قبل المطالبة بحقوقها، وبرنامج "مسائيات"، وتقدم فيه المشاكل الأسرية من الواقع العملي والبحث عن سبل حلها، من خلال استضافة مختصين بهذا الشأن.

ويؤكد اكريم أن رسالة الإذاعة هي التميز في تقديم محتوى إذاعي أسري علاجي وقائي يسهم في الوقوف على الأسباب المؤدية إلى تفكيك الأسرة وعوامل استقرارها، مشيراً إلى خطط مستقبلية لنقل الإذاعة من البث الإلكتروني إلى البث عبر موجات (FM).