فلسطين أون لاين

الأطفال هم الأكثر عرضة

تقرير "الغرق الجاف" حالة طبية قد تحدث بعد وقت قصير من التعرض للماء

...
الغرق الجاف
غزة/ مريم الشوبكي:

 

في فصل الصيف يهرب الناس من الحرارة نحو المسابح، أو شاطئ البحر ويكون بعضهم عرضة للغرق، ولا سيما الأطفال منهم، ومن الطبيعي أن يبتلع الغريق بعض الماء أو يستنشق كميات منه في حالة الذعر والخوف التي تسيطر عليه، وبمجرد إنقاذ الشخص من الماء، يعتقد معظمنا أن الخطر قد زال وانتهى.

وما لا نعرف ربما لقلة حدوثه أن الغريق بعد إنقاذه وعودته للبيت وبعد مرور 24 ساعة يمكن أن يتعرض للوفاة المفاجئة بسبب حالة تدعى "الغرق الجاف".

والمصطلح ليس مصطلحًا طبيًا أو تشخيصيًا، غير أن الأطباء يطلقون على الظاهرة اسم "متلازمة ما بعد الانغماس"، وبالرغم من ندرة حدوثها، إلا أنها تحدث، خاصة عند الأطفال بحسب موقع "هيلث لاين" الصحي.

إسعافات أولية

يبين مدير دائرة الإسعاف والطوارئ في الدفاع المدني هيثم الهمص أن الشخص يتعرض للغرق سواء في البحر أو المسبح إذا بقي تحت الماء أكثر من ثلاث دقائق وابتلع كمية من الماء، وفي حال إنقاذه بسرعة يمكن أن يخرج فاقدًا للوعي، أو محافظًا على وعيه.

ويدعو الهمص في حديثه لـ"فلسطين" إلى التصرف فورًا عند ملاحظة الغريق بإلقاء أي معدات إنقاذ قريبة لجهة المصاب، كبالون السباحة الهوائي المربوط بحبل، أو أي جسم يمكن أن يطفو كجالون فارغ، ويمكنك إلقاء الحبل إلى الغريق وتشجيعه على الإمساك به، ولكن إذا لم يصل الحبل إليه فيمكن صنع سلسلة بشرية إذا كان هناك عدد كافٍ من الأشخاص، ومد اليدين إلى الغريق، "وتذكر لا يجب أن تسبح إليه إلا إذا كنت ماهرًا".

ويختلف التعامل مع الغريق إذا كان واعيًا أو فاقدًا للوعي، ويحث على اتباع الإسعافات الأولية بوضع الغريق على ظهره على سطح مستوٍ، والتعامل معه بحذر لأنه قد يكون فاقدًا للوعي وهز كتفيه، "وإذا لم يستجب تحقق من تنفسه بوضع الأذن بجوار فمه وأنفه واستشعار خروج الهواء، ثم النظر إلى حركة الصدر".

وينصح الهمص بالتعامل مع الغريق إذا كان يتنفس بوضعه في وضعية الإفاقة، وتدفئته بالملابس أو البطانيات، وتغيير ملابسه المبللة في أثناء انتظار سيارة الإسعاف.

أما إذا كان الشخص لا يتنفس، يدعو إلى فحص النبض لمدة 10 ثوانٍ، والبدء في الإنعاش القلبي الرئوي في حال عدم وجوده، ووضع الشخص المصاب على ظهره بحذر، وفتح مجرى الهواء بإمالة الرأس للخلف ورفع الذقن، وضع كعب إحدى اليدين على منتصف الصدر عند خط الحلمة، مع تشبيك اليد الأخرى فوقها.

ويشير الهمص إلى أنه يجب الضغط 30 ضغطة متتالية، والتأكد من عدم الضغط على الضلوع، ومن ثم إعطاء نفسين من الفم متبوعين بـ30 ضغطة على الصدر، ومن ثم التأكد من تنفسه، إذا كان الشخص لا يزال لا يتنفس، يجب تكرار الإنعاش الفموي مرتين ثم إجراء الإنعاش القلبي الرئوي مرة واحدة، حتى يستيقظ الشخص أو حتى وصول سيارة الإسعاف.

أغراض الغرق الجاف

بدروه يعرف استشاري أمراض الصدرية والباطنة أحمد الربيعي أن الغرق الجاف (Dry drowning) هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة نادرة تحدث بعد تعرض الشخص للغرق، أو استنشاق كمية صغيرة من الماء.

ويلفت الربيعي في حديثه لـ"فلسطين" إلى أن الغرق الجاف يختلف عن الغرق التقليدي، إذ لا يوجد الماء في الرئتين بشكل ملموس، ومع ذلك يؤدي استنشاق الماء أو دخوله إلى الجهاز التنفسي إلى تشنج في القصبة الهوائية وانقباض المجاري الهوائية، ما يسبب صعوبة في التنفس وتقلص في الأوعية الدموية.

وينبه إلى أن ظهور الأعراض المرتبطة بالغرق الجاف قد تتأخر بعد وقت قصير من التعرض للماء، ويمكن أن تشمل صعوبة في التنفس، وضيق في التنفس، وتغييرات في السلوك أو المزاج، والتعب الشديد، والقيء، والسعال الشديد.

ويشير الربيعي إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة للغرق الجاف، وذلك بسبب حجم أجسامهم الصغيرة ونقص القدرة على التحكم في عملية البلع والتنفس بفاعلية كما أن الأشخاص الذين يعانون مشكلات تنفسية مثل الربو قد يكونون أكثر عرضة للغرق الجاف.

ويشدد على ضرورة عدم السماح له بالنوم، والتوجه للمستشفى فورًا بعد حدوث الغرق وعدم السماح له بالنوم، والاطمئنان بعد إنقاذ الطفل، أو البالغ، من أجل تقييم تنفس المريض، وعلاماته الحيوية، ومدى احتياجه للأكسجين من عدمه، ومن ثم وضعه تحت الملاحظة من ٤ إلى ٦ ساعات.

ويدعو الربيعي إلى مراقبة الأشخاص في أثناء السباحة، وتوفير الإشراف المناسب على الأطفال في الماء، ويجب تجنب ترك الأطفال بمفردهم بجانب المسابح، أو المسطحات المائية. كما ينبغي تعليم الأشخاص التنفس السليم في أثناء السباحة وتجنب استنشاق الماء.

المصدر / فلسطين أون لاين