فلسطين أون لاين

"السكيت بورد".. رياضة الزلاجات تشق طريقها إلى غزة

...
"السكيت بورد".. رياضة الزلاجات تشق طريقها إلى غزة
غزة/ هدى الدلو:

يعتلي الشاب رجب الريفي عجلات صغيرة يمارس عليها رياضته المفضلة، مؤديًا بها حركات مثيرة وقفزات هوائية في المنحدرات ينجذب إليها المارة ويراقبونه بإعجاب واندهاش شديدين.

ويستقطب الشاب شبانًا وفتية من قطاع غزة ليشكل بهم أول فريق رياضي لتعليم رياضة "السكيت بورد"، بعد أن كان يمارس هذه الرياضة كهواية منفردًا.

كانت بداية الريفي (27 عامًا) مع هذه الرياضة عام 2008،  وبوفد إيطالي قدم إلى القطاع عام 2014 تعرف منه على رياضة "السكيت بورد"، وفي عام 2017 بُنيت حديقة تزلج داخل ميناء غزة.

يقول لصحيفة "فلسطين": "بإمكانيات بسيطة وأدوات متواضعة، كنت أمارس هوايتي الشخصية التي باتت اليوم أحب الهوايات لديّ، وتعد وسيلتي للتفريغ النفسي وقضاء أوقات ممتعة"، مبينًا أنه بدأ رحلته بالتعلم الذاتي وممارسة السكيت بورد في وقت الفراغ، ومع مرور الوقت تطورت مهاراته الأمر الذي زاد ارتباطه بهذه الرياضة.

طبيعة تلك الرياضة ولكونها جديدة في القطاع لفتت أنظار الكثيرين، مشيرًا إلى أن الإقبال عليها جعله يقرر بعد سنوات من التجربة الشخصية تأسيس فريق، "بالرغم من أنه لم يكن لدي وسيلة لتعلم الرياضة بشكل منظم".

ويضيف الريفي: "بدأ الفريق بثمانية أشخاص وأصبح اليوم عدده 80 مشاركًا من معظم مناطق قطاع غزة، خاصة أن الفريق الإيطالي عمل على تجهيز أماكن مخصصة لممارسة رياضة السكيت، مما عزز رغبة الفتية في خوض التجربة".

ويشعر بتأسيسه فريقًا خاصًا بهذه الرياضة وكأنه "يقود ثورة رياضية متخصصة في تعليم السكيت بورد وتطويرها، وتنمية المهارات، إضافة إلى توفير بيئة تشجع التفاعل والتعلم المستمر"، قائلًا: إنه يريد نشر ثقافة رياضية "السكيت بورد"، وتعزيز مهارات الشباب المهتمين بهذه الرياضة.

وتقوم الجلسات التدريبية التي يقدمها الريفي لفريقه على تعليم المشاركين القواعد الأساسية للسكيت بورد وفي مقدمتها التوازن والتحكم في لوح التزلج، بالاعتماد على دروس عملية في مناطق آمنة ومخصصة لهذه الرياضة، "ونستخدم لذلك تجهيزات وأدوات تعليمية بسيطة".

وتتراوح أعمار المشاركين بين 5 سنوات إلى 25 عامًا، عادًا تلك الرياضة فرصة لاكتشاف المواهب والمهارات الخفيفة للمشاركين، وللتعبير عن أنفسهم، وتتطلب الخفة والرشاقة، وتعمل على تقوية وتنشيط جميع عضلات الجسم كذلك عضلة القلب".

ويشير إلى أن هذه الرياضة تتطلب من مُمارسِها التمتع بمهارة عالية وقدرة على حفظ التوازن والتركيز العالي لتفادي الإصابات أو أي حوادث قد تتسبب بكسور أو جروح لراكب اللوح إذا لم يرتدِ وسائل حماية للرأس والرُكب والأكواع.

ومن المشاكل التي واجهته في بداية مشواره الرياضي عدم وجود مدربين مختصين في رياضة السكيت بورد، ليعتمد على ذاته والانترنت في تطوير موهبته.

ويتطلع الريفي إلى تطوير المزيد من الفرق الرياضية، وتوسيع نطاق هذه الرياضة في مجتمعه، ويأمل أن يُعترف بقدرات السكيت بورد كرياضة رسمية في المستقبل، وتوفير بنية تحتية والحصول على دعم واهتمام من الهيئة العامة للشباب والرياضة ليتمكنوا من المشاركة في مسابقات محلية ودولية تُظهر مواهبهم.