فلسطين أون لاين

حقوقي: حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية تداعيات ما يحدث بالقدس

"بلطجة" المستوطنين في "مسيرة الأعلام" تغضب الفلسطينيين

...
غزة/ أدهم الشريف:

 

أحدثت الاعتداءات الإسرائيلية التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ضد مقدسيين كانوا يتصدون لـ"مسيرة الأعلام"، غضبًا عارمًا في صفوف الفلسطينيين.

وأظهرت أحد المشاهد مسنًا فلسطينيًا ملقى أرضًا في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وقد سقط بفعل تدافع المستوطنين بكثافة.

ورافق ذلك سلسلة اعتداءات على مقدسيين آخرين أمام مرأى شرطة الاحتلال التي وفرت الحماية الكاملة لقطعان المستوطنين، الأمر الذي وصفه فلسطينيون بـ"البلطجة".

وانتشرت فيديوهات قصيرة كشفت هذه الاعتداءات ففي أحد المشاهد، كان شاب مقدسي يرتدي فانيلة بيضاء يسير بالبلدة القديمة حيث يتواجد عدد كبير من المستوطنين الذي جاءوا من مختلف المستوطنات والمدن في الداخل الفلسطيني المحتل، وبينما لم يؤذِ أحد بدأ مستوطنون بمهاجمته على حين غرَّة.

ولم تقتصر بلطجة المستوطنين على هذا المشهد، فعادة ما يرافق احتفالاتهم عدوان آثم على أهالي القدس، وكذلك المرابطين في المسجد الأقصى.

وبينما كثفت قوات الاحتلال اعتداءاتها على أهالي القدس سمحت للمستوطنين فقط بدخول منطقة باب العامود لتنفيذ مسيرة الأعلام بمشاركة وزراء في حكومة ائتلاف اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو.

ويتزامن كل هذا مع عمليات إبعاد متكررة تنفذها سلطات الاحتلال وتطال أهالي القدس والمرابطين في المسجد الأقصى في مقابل زيادة واضحة في وتيرة التهويد وعمليات التوسع الاستيطاني.

وغرَّد إسلام بدر على حسابه في "تويتر"، معلقًا على جريمة اعتداء المستوطنين على شباب القدس: "في تفاصيل المشهد كم هائل من العدوان والبلطجة".

وأضاف في تغريدته: القدس ليست بخير.. المقدسيون ليسوا بخير.. فالعدوان مستمر والتهويد متصاعد".

أما "مهند أسامة ماضي" كتب على حسابه في موقع "فيس بوك": "هكذا المسجد الأقصى المبارك الآن (خلال مسيرة الأعلام)؛ شرب الخمر وشتم الرسول والرقص والاعتداء على أهل القدس واستفزاز مستمر. حسبنا الله ونعم الوكيل".

وكتب "محمد سعيد نشوان" على حسابه في "تويتر" في تعليقه على "مسيرة الأعلام": "اليوم (يوم المسيرة) سيتم إهانة مليار ونصف مسلم. اليوم ستعلو أصواتهم كفرًا وشتمًا. اليوم سيرفعون علم كيانهم الغاصب فوق رؤوسنا. اليوم سيقول هذه عاصمتنا الأبدية فماذا أنتم فاعلون؟". وأضاف: "اللهم احفظ القدس وأهلها. واحفظ المسجد الأقصى من شرورهم وأفعالهم".

وأرفق رواد مواقع التواصل منشوراتهم وتغريداتهم بوسم "#ارفع_علمك"، ردًّا على تنظيم المستوطنين مسيرة أعلام بالقدس.

وحذَّر الحقوقي المقدسي زياد حموري من مخاطر اعتداءات المستوطنين على أهالي القدس، مؤكدًا أن حكومة اليمين المتطرف تتحمل مسؤولية تداعيات بلطجة المستوطنين هذه.

وأكد حموري لـ"فلسطين"، وهو رئيس مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أن اعتداءات المستوطنين تأتي بتوجيه وتحريض رسمي من وزراء متطرفين في حكومة الاحتلال، من بينهم وزير "الأمن القومي" ايتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهذا ما يزيد من مخاطر المرحلة الحالية على الفلسطينيين.

وأشار إلى أن قوانين الاحتلال أيضًا تحمي منفذي الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين في القدس وغيرها من المدن المحتلة.

وبين حموري أن جنود الاحتلال ينفذون جرائمهم انطلاقًا من الحماية التي وعدهم بها بن غفير، حين قال لهم: "اقتلوا وأنا أحميكم".

ونبَّه إلى أن العديد من منفذي الجرائم من الجنود والمستوطنين اليهود بحق المواطنين في القدس والأراضي المحتلة، لم يحاكموا تحت ذريعة أنهم قتلوا مدنيين فلسطينيين بحجة الدفاع عن النفس، وقد أصبحت هذه حجتهم لممارسة عمليات التصفية والإعدام المتعمد.

وأشار الحقوقي المقدسي إلى أن سلطات الاحتلال لا تجري تحقيقات في جرائم المستوطنين وجنود الاحتلال، وينذر ذلك بمخاطر كبيرة تتهدد المواطنين، لأن ذلك سيؤدي حتمًا إلى تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحقهم.

 

المصدر / فلسطين أون لاين