فلسطين أون لاين

تقرير صحيفة: السلطة تضغط لمنع العروض العسكرية للمقاومة بالضفة

...
صورة أرشيفية
الناصرة/ خاص "فلسطين":

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أمس، أنّ قوات الأمن التابعة للسلطة برام الله كثّفت الضغط على المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية لمنعهم من تنظيم تجمعات وعروض عسكرية عامة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية، قولها، إنّ التجمعات التي جرت معظمها في منطقتي نابلس وجنين خلال العام الماضي، "أحرجت" قيادة السلطة في رام الله على الساحة الدولية، وخاصة المانحين الغربيين.

وأضافت المصادر أنّ قيادة السلطة تتعرض لضغوط شديدة من الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات حقيقية لإنهاء ظاهرة المقاومين الذين يجوبون شوارع التجمعات الفلسطينية.

اقرأ أيضًا: تقرير محاربة المقاومة بالضفة.. "مهمة غير وطنية" تؤدّيها السلطة لإرضاء (إسرائيل)

لكنّ مسؤولًا فلسطينيًّا في رام الله قال إنه لا يوجد قرار في هذه المرحلة باستخدام القوة لتفكيك الجماعات المسلحة أو منعها من إقامة "عروض عسكرية"، بحسب الصحيفة.

وأضاف المسؤول: إنّ السلطة "تعمل على إقناع العديد من المسلحين بالاستسلام والانضمام إلى قوات الأمن".

وبحسب "جيروزاليم بوست"، أرسلت السلطة ضباطًا برتب رفيعة إلى مخيمات اللاجئين في منطقتي جنين ونابلس للقاء أعضاء الجماعات المسلّحة المُقاوِمة الناشطة هناك، في محاولة منها لاسترضاء المانحين والأطراف الدولية الأخرى.

وأضافت أنّ الضباط من جهاز الأمن الوقائي والمخابرات العامة عقدوا سلسلة اجتماعات مع مسلّحين من مختلف الفصائل، من بينها كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح.

وأفادت المصادر أنّ الضباط أبلغوا المسلحين بأن قيادة السلطة تعدُّ وجودهم في الشوارع "إشكاليًّا" و"ضارًّا" بمصالح الشعب الفلسطيني، وحذّروا من أنّ أجهزة أمن السلطة لن تتسامح مع أيّ مظاهر من "الفوضى وغياب القانون"، بحسب تعبيرهم.

غير أنّ جهود قيادة السلطة لكبح نشاطات الجماعات المقاومة -وهي أول جهود من هذا القبيل منذ بداية العام- باءت بالفشل حتى الآن، وِفق الصحيفة الإسرائيلية.

وكشفت أنّ ضابط استخبارات كبير أُرسل إلى مخيم بلاطة للاجئين بالقرب من نابلس الأسبوع الماضي فشل في إقناع قادة المقاومين بوقف أنشطتهم العامة.

وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنّ الضابط عرض على بعض المسلحين وظائف ورواتب في أجهزة أمن السلطة مقابل إلقاء أسلحتهم وتفكيك الكتائب المُقاوِمة، بما في ذلك كتيبة بلاطة، التي ينتمي بعض أفرادها إلى حركة فتح.

وبعد أقل من 48 ساعة على الاجتماع، نظَّم عشرات المسلحين مسيرة في مخيم بلاطة تكريمًا للشهيد مهدي حشاش، الذي ارتقى خلال اشتباكات مسلّحة مع قوات الاحتلال الشهر الماضي، وهو ما عدّته "المؤسسة الأمنية" تحديًا آخر لقيادة السلطة في رم الله.

اقرأ أيضًا: الإعلام العبري: جاهزية "الجيش" تتضرّر وتتآكل بسبب تصاعد المقاومة بالضفة

وبعد المسيرة، أصدرت محافظة نابلس التي تتبع السلطة تحذيرًا غير مسبوق للمسلحين.

وقالت في رسالة وجّهتها إلى عناصر المقاومة في نابلس ومخيم بلاطة للاجئين، إنّ "المؤسسة الأمنية ستتدخل وتمنع أيَّ تجمع للمسلحين".

ودعت المحافظة عائلات المقاومين الفلسطينيين الذين ارتقوا خلال الاشتباكات مع جيش الاحتلال إلى عدم المشاركة في أيّ فعالية يوجد فيها مسلحون، بزعم "تفادي تعرّضهم للأذى، وللحفاظ على السلم الأهلي وحماية الأرواح والممتلكات".

وأمس، دعا وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، رئيس السلطة محمود عباس إلى مواصلة التنسيق الأمني بين الجانبين، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما.