فلسطين أون لاين

تقرير محاربة المقاومة بالضفة.. "مهمة غير وطنية" تؤدّيها السلطة لإرضاء (إسرائيل)

...
محاربة المقاومة بالضفة.. "مهمة غير وطنية" تؤديها السلطة لإرضاء (إسرائيل)
رام الله-غزة/ محمد أبو شحمة:

بكل ما تمتلك من أدوات، تعمل أذرع أمن السلطة بالضفة الغربية على اجتثاث المقاومة، وملاحقة المقاومين، وفقًا لالتزامات التعاون الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي. 

وعلى مدار الأشهر الماضية التي شهدت فيها الضفة الغربية ارتفاعًا ملحوظًا في أعمال المقاومة، شنّت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة طالت مئات المقاومين، ومصادرة أسلحتهم.

وكان أبرز المقاومين الذين اعتقلتهم أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية المحتلة، هو المقاوم مصعب اشتية الذي يُعدُّ أحد أبرز المطاردين في مدينة نابلس وشمال الضفة، والقائد في مجموعة "عرين الأسود".

اقرأ أيضًا: "الباب الدوار".. سياسة السلطة والاحتلال في ملاحقة المقاومين بالضفة

وتعمل أجهزة أمن السلطة على إحباط العمليات الفدائية من خلال اعتقال مخططي هذه العمليات بهدف تحقيق الأمن لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان أبرزها، إعلان وسائل إعلام عبرية، "نجاح السلطة بإحباط سلسلة من العمليات التفجيرية الكبيرة"، خلال يوليو الماضي.

بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أنّ ما تقوم به أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية، من ملاحقة المقاومين ليس بجديد على نهجها، فقد سبق ومارسته بغزة، حيث إنّ وجودها يهدف إلى حماية الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول الصواف لصحيفة "فلسطين": "السلطة تريد الحفاظ على أمن الاحتلال من خلال ملاحقة المقاومين والاستيلاء على ما يعدُّونه للاحتلال، وإحباط العمليات الفدائية".

ويضيف الصواف: "المقاومة يجب عليها السعي من أجل تحقيق ما تريد وعدم الاستسلام لما تقوم به السلطة من ملاحقة واعتقالات".

ويُبيّن أنّ التعاون الأمني دليل على وجود السلطة ولو تخلّت عنه ستكتب على نفسها النهاية.

وأردف قائلًا: "بعد عمليات الملاحقة التي تقوم بها السلطة ضد المقاومين بالضفة اتضحت الصورة كاملة أمام أعين الشعب الفلسطيني، لذلك يجب عليها أن تنحاز إلى شعبها".

من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، راشد البابلي، أنه منذ قرابة الثلاثين عامًا عمدت دولة الاحتلال على تحجيم دور منظمة التحرير من كل الجوانب وأبرزها العمل المسلح وغيره، بل وازداد الأمر إلى ممارسة ضغوط من جهات إقليمية ودولية عدة لتغيير وثيقة المنظمة الأساسية وأبرز تلك البنود هي المتعلقة بالعمل المسلح وكان لها ذلك.

ويقول البابلي لـ"فلسطين: "بعد اتفاق أوسلو أصبحت السلطة يدًا صلبة وأداة مسلطة على هذا الشعب، وكانت أعمالها الأمنية متناسقة ومتفقة بكل ما يُملَى عليها من دولة الاحتلال".

ويضيف: "التنسيق الأمني أبرز ما بقي شاهدًا على اتفاق أوسلو، حتى بات أمرًا واقعًا وشبه وحيد من مجمل ما تم الاتفاق عليه وهو ما لم يتم رغم مرور 3 عقود على الاتفاق، بل ازداد الأمر في حدته وعنفه".

ويرى أنّ السلطة تخشى من عودة الضفة الغربية المحتلة إلى سابق عهدها في ساحة المقاومة، ما جعلها وأجهزتها الأمنية لا تقبل بأيّ مظهر للمقاومة سواء المسلحة منها والشعبية على حدٍّ سواء، لإدراك قادة السلطة أنّ هذا الأمر سوف يُهدّد وجودها القائم على التعاون الأمني وأدائها الوظيفي للاحتلال.

بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، بكر الشيخ عيد، أنّ السلطة لا تترك أيّ فرصة من أجل إنهاء المقاومة المسلحة بالضفة الغربية المحتلة، خاصة مع تزايدها بالفترة الأخيرة.

ويقول الشيخ عيد لـ"فلسطين": "خلال تصاعد المقاومة المسلحة بالضفة الغربية بالفترة الأخيرة، شاهدنا كيف وظفت السلطة أجهزتها الأمنية من أجل اعتقال المقاومين وإنهاء هذه الموجة".

اقرأ أيضًا: "الباب الدوار".. أيام معدودة للمحررين بين سجون السلطة والاحتلال

ويضيف: أنّ "السلطة تقود حملة اعتقالات، ثم مساومات من أجل سحب سلاح المقاومين، مع تجفيف منابع التمويل لهم عبر ملاحقة أيّ مصادر لتوفير الأموال لهم".

ويُوضّح الشيخ عيد أنّ السلطة تريد إنهاء المقاومة المسلحة بالضفة من أجل تنفيذ التزاماتها الأمنية وِفق "التعاون الأمني"، وإرضاء قادة الاحتلال.