فلسطين أون لاين

عام 2023 سيكون مليئاً بالتحديات

الإعلام العبري: جاهزية "الجيش" تتضرّر وتتآكل بسبب تصاعد المقاومة بالضفة

...

ذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ "أهلية القوات البرية للجيش الإسرائيلي وجاهزيتها تتأكلان بسرعة، في وقتٍ سيكون عام 2023 عاماً مليئاً بالتحديات".

وقال الكاتب ومحلل الشؤون العسكرية، رون بن يشاي، لموقع "يديعوت أحرونوت"، إنّ "جزءاً كبيراً من الجيش البري النظامي، التابع للجيش الإسرائيلي، يُستثمَر حالياً في الضفة الغربية في مهمات الأمن الجاري"، مشيراً إلى أنّ ذلك "يأتي على حساب التدريبات التي لم ينفذها".

وأضاف بن يشاي أنّ "هذا الأمر يُلحق ضرراً مباشراً بجاهزية الجيش للحرب، سواء في لبنان أو في ساحات أخرى"، لافتاً إلى أنّه "في حال حدوث تصعيد وتدهور إلى حربٍ في عدة جبهات، فإنّ الجيش الإسرائيلي قد يكون غير جاهز لدخول تصعيد كهذا، كما حدث في حرب لبنان في عام 2006".

وأشار بن يشاي إلى أنّ "التشكيل الميداني النظامي للجيش الإسرائيلي لا يتدرب إلّا قليلاً جداً، وهذا ينطبق أيضاً على 66 كتيبة احتياط سيُضطر الجيش الإسرائيلي إلى تجنيدها هذا العام بموافقة استثنائية من الكنيست".

وأوضح أنّ "المشكلة تكمن في أنّ الوضع لن يتحسن، وأنّ الجيش الإسرائيلي لن يتدرب في المستقبل القريب"، وذلك في وقتٍ "تنبع الحاجة إلى إشباع أراضي الضفة الغربية بكتائب نظامية بسبب التصعيد المستمر في المنطقة، في ظاهرة يمكن أن تُسمّى بالانتفاضة المصغرة، وهذه ظاهرة متباينة عن التجربة السابقة، بحسب الشاباك".

وتابع أنّ "الأمر لم يعد يتعلق بعمليات طعن ودهس ولا أعمال جماعية، بل هناك مزيج من استخدام واسع النطاق للأسلحة النارية بطريقة فعالة إلى حدّ ما، وانتشار الأحداث التي لم تعد تقتصر، منذ فترة طويلة، على شمالي الضفة وعرين الأسود وأبناء المخيم، في مخيم جنين".

وتطرّق بن يشاي، أيضاً، إلى الصراع على السلطة والخلافات السياسية في كيان الاحتلال، مشيراً إلى أنّ تداعيات ذلك "سوف تتسرب حتماً، وستصل أيضاً إلى الجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة، وسيكون الجنود مربَكين في الميدان".

وأضاف أنّ "ادّعاء الرئيس المكلَّف تشكيلَ الحكومة، بنيامين نتنياهو، أنّه الشخص الذي سيسيطر فعلياً على الأمور، وأنه ستكون كلتا يديه على عجلة القيادة، هو ببساطة غير عملي، فسيطرته الشخصية محدودة".

وخلُص بن يشاي إلى أنّ "أهلية القوات البرية للجيش الإسرائيلي وجاهزيتها تتأكلان بسرعة، وقابلية الانفجار في مناطق الضفة، وربما في غزة أيضاً، آخذة في الازدياد، بينما تهدّد الفوضى في المؤسسات الحكومية بإلحاق ضرر قاتل بالحوكمة"، مضيفاً أن "هناك شيئاً واحداً يمكن قوله بثقة.. سيكون عام 2023 عاماً مليئاً بالتحديات".

وكانت وسائل إعلام عبرية تحدّثت، في وقتٍ سابق، عن "الوضع الأمني الخطير" الذي تعيشه الضفة خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة أنّه يذكّر بالوضع في إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وأكّد الإعلام العبري أنّ "من الممنوع أن نقول بأيّ حجم يأتي ترتيب القوات المنتشرة، لكنّنا نؤكد أنها تنتشر بحجم كبير جداً، والجيش بدأ يصرخ بأن الوضع صعب".

بدوره، علّق معلق الشؤون العسكرية في إذاعة الاحتلال، أمير بارشالوم، على هذا الأمر، قائلاً: "نحن نتحدث عن بداية أعوام الألفية الثانية، فكثير من القوات النظامية استثمر في المناطق، وعندما بدأت حرب لبنان الثانية (عام 2006) جاءت القوات، وهي غير مدربة".

وبالإضافة إلى هذه المشكلات التي يعانيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنّه يعاني أيضاً تزايد أعداد الإسرائيليين الذين لا يريدون التجنّد، إذ أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجراه ائتلاف "الحركات الشبابية" في كيان الاحتلال، ونقلته "القناة الـ12" العبرية، أنّ "ثلث الشبان الإسرائيليين لا يريدون أن يجري تجنيدهم"، وأكدت القناة أنّ "هذه المعطيات خطرة وتدمي القلوب".

المصدر / وكالات