فلسطين أون لاين

​العالم يتساءل عن مصير الأيقونة الحلبية "بانا"

...
أنقرة - الأناضول

فُقد الاتصال بالطفلة السورية "بانا العابد" ذات الـ7 أعوام، بعد إغلاق حسابها على موقع "تويتر"، الأحد 4-12-2016 ، التي سعت من خلاله مع والدتها إلى إطلاع العالم بأسره على المجازر التي تشهدها الأحياء الشرقية لحلب المحاصرة من قبل قوات نظام الأسد وحلفائه.

ومن حي القاطرجي شرقي حلب، دأبت بانا، بمساعدة والدتها فاطمة، مدرسة اللغة الإنجليزية، على توجيه دعوات من أجل أن يتحرك العالم لإنهاء المجازر في المدينة، من خلال تغريدات باللغة الانجليزية عبر حساب على "تويتر" تم افتتاحه قبل نحو ثلاثة أشهر، ووصل عدد متابعيه لنحو 200 ألف شخص.

وفي أخر رسالة كتبتها والدة بانا عبر توتير أمس الأول ، قالت: "الآن متأكدون بأن الجيش (قوات الأسد) سيقبض علينا، سنرى بعضنا البعض في يوم آخر، أيها العالم الحبيب".

وتعرض منزل الطفلة السورية للقصف في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكنها نجت ووالدتها.

وعن هذا القصف قالت "بانا"، في تغريدة عبر حسابها: "الليلة منزلنا تدمر، لقد قُصف ونحن تحت الأنقاض، رأيت جثثاً وكنت على وشك الموت"، مرفقة التغريدة بصورة لها وغبار الأنقاض يغطي ملامحها.

وفي اليوم ذاته (27 نوفمبر)، طلبت بانا من الجميع الدعاء لها ولوالدتها، قائلة: "نحن الآن تحت قصف عنيف، ما بين الحياة والموت".

فيما غردت الوالدة بعدها بساعات قائلة: "الكثير من الناس قتلوا في القصف العنيف. ونحن نهرب"، دون أن تتضح الجهة التي توجهت إليها مع ابنتها.

وتواصلت التغريدات عبر حساب بانا في الأيام التالية قبل إغلاقه مساء أمس .

ولم يُعرف على وجهة الدقة ما إذا كانت إدارة موقع "تويتر" هي التي أغلقت الحساب أم أن صاحبة الحساب قد أغلقته برضاها أم تحت الإجبار.

لكن التغريدات الأخيرة للوالدة عبر الحساب اتسمت بالقلق والخشية من أن يلقي جنود النظام القبض عليهم بسبب الرسائل التي ينشرونها؛ إذ أثارت آخر تغريدة كتبت بأن الجيش سيقبض عليهم القلق من إمكانية تصفية الأم والطفلة.

وإثر إغلاق الحساب، نُشرت على موقع "تويتر" أكثر من ألف رسالة تتسائل عن مصير بانا ووالدتها تحت وسم أطلقه المغردون حمل عنوان (WhereisBana#).

وانقسمت حلب التي تعتبر ثان أكبر مدينة في سوريا بعد العاصمة دمشق، عام 2012 إلى أحياء شرقية تحت سيطرة المعارضة وأخرى غربية تحت سيطرة قوات النظام، وتشهد منذ 20 يومًا غارات جوية سورية وروسية مكثفة تمثل غطاء لتقدم بري لقوات النظام ومليشيات موالية له؛ مما أسقط مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية.

ومنذ 102 يومًا، يعاني مئات الآلاف المحاصرين شرقي حلب من عدم قدرته على تلبية الاحتياجات الأساسية؛ حيث شهدت الأسابيع الثالثة الأخيرة خروج كافة المستشفيات والمراكز الصحية والأفران والمدارس عن الخدمة جراء قصف النظام.