فلسطين أون لاين

تثبت أنّ حماس لاعب أساسي في الإقليم

تقرير زيارة هنية لروسيا.. فرصةٌ لاستثمار الموقف الروسي لصالح القضية الفلسطينية

...
هنية ولافروف - أرشيف
غزة/ أدهم الشريف:

عدَّ محللون سياسيون أنّ زيارة وفد رفيع من حركة المقاومة الإسلامية حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إلى روسيا، فرصة قوية أمام الحركة التي تتحرك وِفق رؤية واضحة، لاستثمار التحول في الموقف الروسي لصالح القضية الفلسطينية.

وكان هنية وصل إلى روسيا، أول من أمس، على رأس وفد من قيادة حماس إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة من المقرر أن يلتقي خلالها عددًا من القادة والمسؤولين الروس.

ويضم وفد حماس، نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، وعضوي مكتبها السياسي د. موسى أبو مرزوق، د. ماهر صلاح.

وجاءت الزيارة بدعوة من وزارة الخارجية الروسية وتستمر عدة أيام، وتستهدف بحث آفاق العلاقات الثنائية بما يخدم القضية الفلسطينية، حسبما أعلن المستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس طاهر النونو.

وتتزامن الزيارة مع تطورات ومتغيرات دولية وإقليمية عديدة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق: إنّ زيارة وفد حماس جاءت في وقت تشهد فيه العلاقة الروسية الإسرائيلية شرخًا عميقًا بينهما في ظلّ انحياز الاحتلال إلى أوكرانيا وحلف الناتو والتساوق مع السياسة الأمريكية ضد الروس.

وأضاف صادق لصحيفة "فلسطين": أهمية الزيارة ترتكز إلى إمكانية تحقيق مكاسب وانتزاع مواقف من روسيا لصالح القضية الفلسطينية، ومن أجل تغيير الموقف الروسي بشكل جذري من العلاقة مع (إسرائيل)، مستندًا في ذلك إلى الإدانات والتنديدات الروسية لاستهداف الاحتلال المواطنين العزل في الغارات الجوية التي يشنها جيش الاحتلال في كلّ عدوان عسكري على غزة.

وأكد أنّ مثل هذا الموقف يحتاج إلى حراك فلسطيني موازٍ تجاه كشف جرائم الاحتلال.

وتابع: زيارة وفد حماس هذه من أهم الزيارات التي يمكن أن يقوم بها وفد فلسطيني رفيع يترأسه إسماعيل هنية لتقريب وجهات النظر وخدمة القضية الفلسطينية، وحشد التأييد إلى جانب الحق الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ورأى أنّ حركة حماس تتحرك بشكل منطقي وممنهج حتى تستطيع أن تكسب مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، خاصة أنها تمر بمنعرجات خطيرة جدًّا، وفي ظل تصعيد إسرائيلي مستمر.

وعدَّ أنّ حماس أصبح لها تأثير في المنطقة لما تملكه من قوة سياسية وعسكرية على الأرض، وأن لا أحد يستطيع تجاوزها بعد أن حققت إنجازات وقادت الشعب الفلسطيني على مبدأ المقاومة، وهي تواصل بقوتها السياسية والعسكرية محاولات عديدة كي تُخرجَ الاحتلال من الضفة الغربية والقدس.

وتابع: لا يستطيع أحد فرض موقف لا تريده حماس، وعلاقتها المتميزة بتركيا وقطر وماليزيا وإيران تُكسبها المزيد من القوة في مواجهة الاحتلال وتُعطيها الأحقية بأن تكون لاعبًا أساسيًّا ليس على المستوى الفلسطيني فقط بل على المستوى الإقليمي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: إنّ العلاقة بين حماس وروسيا، ليست جديدة وهي ذات بعد سياسي بما أنها تتم على مستوى وزارة الخارجية، وهذا مهم في العلاقات بين الدول.

ورأى عوكل في تصريح لـ "فلسطين"، أنّ لدى روسيا إدراكًا بأهمية دور حركة حماس في ميدان الصراع والوضع الإقليمي في المنطقة، ومن المهم أن تكون موسكو على اقتراب من الأطراف الفاعلة.

وتابع: هناك اهتمام روسي يتوسع ويقترب أكثر في الموقف الروسي تجاه الملف الفلسطيني الإسرائيلي خاصة بعد الحرب على أوكرانيا، والانحياز الإسرائيلي لها ولحلف الناتو.

ورجّح أنّ ما يحدث عبارة عن حسابات روسية سياسية وعملياتية جديدة ذات نظرة أوسع للإقليم والصراعات الدائرة فيه.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع زيارة هنية ووفد حماس إلى روسيا.

وكتب أدهم أبو سلمية، على حسابه في "تويتر": "الزيارة تعكس إدراك حماس للتحولات الإستراتيجية في العالم، وأنّ المعسكر الغربي الذي يدعم (إسرائيل) بلا حدود لم يعد متفردًا، لا يعني ذلك أنّ روسيا ستقف منحازة لجانب قضيتنا، لكنّ صناعة التوازنات مفيد، والاستفادة القصوى من التحولات الدولية مهم".

وكتب إبراهيم المدهون، على "تويتر": إنّ "هناك الكثير من الأفكار والمشاريع ستُطرح على القيادة الروسية".

وكان المستشار الإعلامي لهنية أوضح أنّ الزيارة ستبحث المستجدات الدولية والمتغيرات المتعلقة بالمنطقة وتأثيراتها على القضية الفلسطينية.