فلسطين أون لاين

​زيارة المدينة ليست من أركان الحج

...
غزة - هدى الدلو

قبل بدء الحجاج بمناسك الحج، يتوجوا لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء عدة أيام هناك، أو بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج، فما هو فضل زيارة المدينة المنورة؟ وما الأحكام الشرعية المتعلقة بالزيارة؟ هذا هو محور حديثنا في السياق الآتي.

فقال الداعية مصطفى أبو توهة: "ما أعظمها من رحلة! وما أجلها من بقعة! يسافر بها الحاج والمعتمر راجعًا الورى عبر صفحات التاريخ، ليحيي ذكريات ما زالت شخوصها قائمة على وجه الأرض، ولعمري فإن العروج إلى مدينة رسول الله خير برهان على هذه البقعة المباركة، سواء كانت قبل أو بعد أداء مناسك الحج".

وأوضح أن زيارة المدينة ليس من أعمال أو أركان الحج في شيء، ولكن يعز على ذلك المسافر أن يدخل أجواء شهدت طبقاتها نزول الملائكة والوحي الكريم، وأن ينزل إلى تلك الأرض التي شهدت ميلاد خير أمة أخرجت للناس لتكون حجة الله على العالمين، ولتطأ قدماه ذلك الثرى ويعصف في تلك الشوارع يمنة ويسرة، وتلك الطرق التي مشى بها الرعيل الأول وفي مقدمتهم خير الورى صلى الله عليه وسلم، فلذلك ينبغي الحرص عليها.

وأشار أبو توهة إلى أنه بالتالي فإن الصلاة في مسجد رسول الله وهو ثاني الحرمين الشريفين هي صلاة في مكان انبثق منه نور الحضارة الإنسانية، حيث أنشأ النبي عليه الصلاة والسلام دولة الضمير والمدينة الفاضلة والتي دونها كل من حلم بها من الفلاسفة والمفكرين.

وأضاف: "ولذلك فإننا نذكر ضيوف الرحمن بأن صلاة بهذا المكان تعدل 1000 صلاة عما عاداه، وهو مكان لا تشد الرحال إلا إلى أمثاله، ويا لروعة المكان حين يستحضر الزائر المؤسس الأول عليه الصلاة والسلام الذي جعله أول منشط بعد هجرته إلى يثرب".

وبين أبو توهة أنه من الجيد أن تشمل هذه الزيارة ما يسمى "المزارات"، حيث مسجد "قباء" الذي صلى فيه النبي أيام معدودات قبل تأسيسه مسجده النبوي الشريف، وزيارة مسجد "ذو القبلتين" حيث شهدت صلاة العصر فيه عند آية تحويل القبلة التوجه إلى قبلتين في صلاة واحدة، ويضاف إلى ذلك زيارة مكان موقعة أحد حيث سطرتها آيات من سورة آل عمران، ويضم إلى ذلك أيضًا زيارة "الخندق" وهي الغزوة التي ما ينبغي أن تنسى، وغني عن التذكير زيارة المصليات الخاصة التي كانت وقفًا لأصحابها حين انشغالهم بضرورة الحياة كمسجد أبي بكر وعمر وغيرهما.

وأكد ضرورة التأدب بما تعارف عليه الناس من أدب الضيافة، فالزائر هو ضيف رسول الله في مدينته التي بناها على تقوى من الله ورضوان، وربى فيها رجال عز الوجود أن يكون مثلهم، فهم ثلة من الأولوين وقلة من الآخرين.

وختم أبو توهة حديثه: "فإذا قصد الزائر زيارة مسجد رسول الله، فليكثر الصلاة والتسليم على رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويصلي ركعتين تحية للمسجد".