تواصلت الفعاليات والمسيرات الجماهيرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي دول عديدة، المناصرة لصمود المقدسيين في وجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والرافضة لمحاولتها فرض أي تغيير على الواقع الموجود في المسجد الأقصى المبارك، أو أي محاولة للسيطرة الكاملة عليه.
وهذه هي الجمعة الثالثة على التوالي التي لا يتمكن فيها جميع المصلين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى.
وكانت شرطة الاحتلال أغلقت الأقصى يوم الجمعة 14 يوليو/تموز الجاري، ومنعت الصلاة فيه، بدعوى وقوع عملية إطلاق نار.
أما يوم الجمعة الماضي (21 من الشهر الجاري) فقد رفض المصلون الدخول للصلاة، احتجاجًا على تركيب بوابات فحص إلكترونية على مداخل المسجد.
وأزالت شرطة الاحتلال، فجر أمس، حواجز حديدية وضعتها مسبقًا، في منطقة "باب الأسباط"، وذلك بعد أن أزالت، الثلاثاء الماضي، بوابات التفتيش الإلكترونية.
وعلى مدار تلك الفترة، قمعت شرطة الاحتلال تظاهرات فلسطينية عديدة، رافضة لتقييد الدخول إلى المسجد.
مسيرة غزة
وشارك المئات من المواطنين في قطاع غزة، اليوم، في مسيرة، دعمًا للمسجد الأقصى بمدينة القدس، ورفضًا للإجراءات الإسرائيلية فيه.
وردد المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، شمالي غزة، هتافات داعمة للمسجد الأقصى وللمرابطين فيه، منها: "لبيك يا أقصى"، و"جيش محمد سوف يعود".
وقال فتحي حمّاد، عضو المكتب السياسي لحماس: "النصر الذي حققه المقدسيون في القدس، ما هو إلا نصر ومعركة مصغّرة، لمعركة التحرير القادمة".
وتابع حمّاد، خلال مؤتمر عُقد على هامش المسيرة: "هذا اليوم، هو يوم غضب وثبات وتحدّ للاحتلال الإسرائيلي، ونحن قبلنا التحدّي في كل المناطق الفلسطينية بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس".
وأشاد القيادي في حركة "حماس" بـ"الإنجاز الذي حققه المقدسيون في معركتهم بالمسجد الأقصى، بمدينة القدس، رفضًا للإجراءات الإسرائيلية فيه".
وطالب شعوب الأمتين العربية والإسلامية بـ"مواصلة دعمهم للشعب الفلسطيني في معركته ضد (إسرائيل)، والضغط على حكوماتهم لاتخاذ مواقف جادة نصرة للأقصى".
وقال: "إسرائيل ضعيفة، لذا علينا مواصلة الجهاد والعمل لدعم المرابطين والمرابطات بالأقصى، لتحرير كامل القدس والأرض".
ودعا أجهزة أمن السلطة لـ"إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية، لدعم معركة الأقصى".
فعاليات أردنية
إلى ذلك، شارك المئات من أبناء مخيم الوحدات الأردني للاجئين الفلسطينيين، اليوم، بمسيرة منددة بالممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تحت عنوان "كلنا للأقصى فداء.. وكرامة وطننا نحميها بالدماء".
وانطلقت المسيرة التي دعت إليها الحركة الإسلامية وفعاليات شعبية من أمام مسجد المدارس وسط المخيم الخاص باللاجئين الفلسطينيين، وجابت شوارع المخيم بمشاركة من الرجال والنساء، حاملين مجسمًا خشبيًا للمسجد الأقصى وسط هتافات تحييه.
ورفع المشاركون صورًا لعدد من الشهداء الفلسطينيين كمحمد جبارين ومحمد شرف وغيرهم، ممن قضوا دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك.
وردد المشاركون "لبيك لبيك لبيك يا أقصى"، "إسرائيل لازم تزول"، "أردن يا أرض الصمود.. الأقصى لازم يعود"، "من الوحدات للأقصى.. كلنا فداء".
ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها "قم للقدس وحيِّ من فيها"، "الأردن مع المقاومة"، "كلنا مقاومة"، وغيرها من العبارات الأخرى.
ومخيم الوحدات هو أحد المخيمات العشر الخاصة باللاجئين الفلسطينيين بالأردن، أُقيم عام 1955، على مساحة 0.488 كيلومتر مربع، في عمان، وعدد سكانه 51 ألف.
وقفات لبنانية
وفي سياق متصل، نظمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم، 7 وقفات تضامنية في مدينة صيدا اللبنانية ومخيماتها نصرة للمسجد الأقصى المبارك وتضامنًا مع المرابطين في ساحاته.
ونظمت حماس وقفات أمام كل من مسجد باب السراي في صيدا القديمة ومسجد الأرقم في حي الزهور، ومسجد العثمان سيروب، ومسجد الهبة في مدينة صيدا، وفي ساحة القدس بوادي الزينة، وأمام مسجد خالد بن الوليد في مخيم عين الحلوة، وأمام مسجد عمر بن الخطاب في مخيم المية ومية.
وأشاد المتحدثون في الوقفات التضامنية بدور المرابطين والمرابطات الذين يدافعون عن المسجد الأقصى، مؤكدين أن المسجد الأقصى هو قضية المسلمين الأولى، وأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة.
وتضمنت الوقفة التضامنية في مخيم عين الحلوة عرض مشاهد تمثيلية تحاكي ما يتعرض له المسجد الأقصى، وتخللت الوقفة كلمة للقوى الإسلامية ألقاها الشيخ كريم مصطفى، وكلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية ألقاها يحيى حجير.
وفي إطار ذي صلة، شارك مئات من الإيرانيين في العاصمة طهران، اليوم، في مسيرة؛ دعمًا للمسجد الأقصى بمدينة القدس، وتنديدًا بالانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة فيه.
وانطلقت المسيرة التي دعت إليها مؤسسة التبليغات الإسلامية، عقب صلاة الجمعة مباشرة من مصلى الإمام الخميني في طهران.
وردد المشاركون في المسيرة، هتافات داعمة للمسجد الأقصى وللمرابطين فيه، ونددوا بالانتهاكات الإسرائيلية.
وفي نيويورك، نظمت الجالية والمؤسسات الفلسطينية والعربية، مسيرة تضامنية حاشدة نصرةً للقدس وللمسجد الأقصى، وتنديدًا بإجراءات الاحتلال الإسرائيلي والصمت الدولي إزاء ما تتعرض له القدس والمقدسات فيها.
وحسب ما ورد قسم الإعلام في دائرة شؤون المغتربين من منظمي الوقفة التضامنية، فقد احتشد المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية وسط مانهاتن بمدينة نيويورك، رافعين الأعلام الفلسطينية، وصور القدس والمسجد الأقصى، ومرددين الهتافات والشعارات التي تؤكد عروبة القدس، ورفض أي مساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وخلال الوقفة والمسيرة التضامنية حاولت مجموعة من المتطرفين اليهود الاعتداء على المسيرة السلمية واستفزاز المشاركين فيها، حتى تدخلت الشرطة الأمريكية وأبعدت الإسرائيليين عن الوقفة.
وحظيت المسيرة بمشاركة أكثر من ألفي شخص من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية من دول مصر وسوريا واليمن والأردن والعراق، ونجحت في لفت أنظار المارة الأمريكيين والسياج، كونها أقيمت في طريق مرور الباصات السياحية لمدينة نيويورك.
كما تفاعل السياح للمدينة من العرب والمسلمين مع الوقفة بشكل لافت، مرحبين بالمشاركين وهاتفين لفلسطين والقدس الشريف، كما غطتها وكالات الأنباء.