فلسطين أون لاين

علمت بخوضه معركة الأمعاء الخاوية بعد 28 يومًا

خاص قلق يساور عائلة الأسير بلوط بعد تكتم "الشاباك" على إضراب نجلها

...
الأسير نضال مازن بلوط من مدينة الخليل (أرشيف)
الخليل – غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أصيبت عائلة الأسير نضال مازن بلوط من مدينة الخليل، بـ"الصدمة النفسية" فور علمها بخوض نجلها الإضراب المفتوح عن الطعام منذ 28 يومًا، دون أن تعلم عن حالته الصحية وظروفه الاعتقالية شيئًا.

وتعمد جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، فرض تعتيما إعلاميا على إضراب بلوط؛ في محاولة لإجباره على كسر إضرابه، لكنه فشل في ذلك أمام إصرار الأسير.

ووفقا لمحامي الأسير بلوط، فإن محققي "الشاباك" أخفوا إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 28 يومًا، والذي شرع فيه منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، مبينا أن المحامين مُنعوا من زيارته منذ بداية اعتقاله، وأخفيت معلومات إضرابه عن المحامين والمحكمة.

صدمة كبيرة

وقال براء بلوط: إن عائلته علمت بإضراب شقيقه الخميس الماضي، حينما حضر الوالد جلسة محاكمة، وقد حضر "نضال" مرهقا.

واسترجع براء حادثة اعتقال شقيقه في التاسع والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول التي وصفها بـ"الهجمية" حيث فجرت قوات الاحتلال باب منزل العائلة الخارجي واعتدت بالضرب المبرح على "نضال" أمام أشقائه وزوجته وطفليْه ثم اصطحبته معها.

وتلا ذلك استدعاء عدد من أشقائه للتحقيق، ومن ثم العودة بعد أسبوع لاقتحام المنزل وتفجير باب المنجرة التي يعمل فيها الأسير نضال مع والده، "كل ذلك ونحن لا نعرف عن ماذا يبحثون وماذا يريدون؟! إنهم فقط يريدون أي مبرر للاستمرار باعتقاله" بحسب براء.

ورأى أن ظروف الاعتقال والمحاكمات التعسفية دفعت بـ"نضال" للاستمرار في إضرابه رغم أنه مصاب بالهزال وغير قادر على الحركة والكلام ويشعر بآلام في الرأس والمعدة، وأخبر محاميه بأنه طلب من سجانيه دواء فأكدوا له بأنهم لن يمنحوه الدواء إلا إذا أوقف الإضراب.

وأشار إلى أن هذا الاعتقال الثالث لـ"نضال" حيث قضى في الاعتقال الأول ثمانية عشر شهرا وفي الاعتقال الثاني شهرا، معربا عن قلقه على حياة شقيقه في ظل الإهمال الطبي والتعتيم المتعمد على ظروف اعتقاله.

ولفت براء إلى أن إخفاء الاحتلال أمر إضراب شقيقه الأسير يثير القلق والريبة حول حقيقة ما يتعرض له، منبها إلى أن "نضال" أخبر المحامي بأنه تعرض لتحقيقٍ قاسٍ وصل لعشرين ساعة يوميًّا، "كان المحققون يعولون على أنه لن يصمد في إضرابه بسبب التحقيق الشديد الذي يتعرض له".

وقال: "نحن متأكدون بأنهم لم يعرضوه على أي طبيب بعد الضرب المبرح الذي مارسوه ضده في التحقيق الميداني الذي تعرض له داخل منزل العائلة، ثم نقلوه مباشرة للتعذيب في سجونهم اللاإنسانية، وثم أخفوا أمر إضرابه عن الجميع".

وأكد أن العائلة لا تعوّل أبدًا على قضاء الاحتلال الذي لم يحرك ساكنا ضد انتهاكات "الشاباك".

وأعرب براء عن اعتقاده بأن شقيقه "نضال" لم يلجأ للإضراب إلا بسبب سوء أحواله في المعتقل، مشيرًا إلى أن العائلة تسانده في كل خطوة يراها كفيلة بتحريره من سجون الاحتلال.

ودعت عائلة بلوط المؤسسات الدولية للتوقف عن صمتها أمام ما يتعرض له الأسرى وخاصة المضربين منهم عن الطعام.

تظليل متعمد

وأكد محامي الأسير نضال بلوط، أن محققي الاحتلال أخفوا إضرابه منذ 28 يوما، والذي شرع فيه منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في 29 تشرين الأول الماضي.

وقال المحامي منذر أبو أحمد، في تصريح: إن المحامين مُنعوا من زيارته منذ بداية اعتقاله، والاحتلال لم يقدم كافة المعلومات حول اعتقاله، وأخفيت معلومات إضرابه عن الطعام لنحو شهر، عن المحامين والمحكمة.

وأضاف أبو أحمد أن المشكلة تكمن في التقارير السرية لمخابرات الاحتلال التي تم تقديمها للمحكمة، والتي لم تذكر فيها مسألة إضرابه عن الطعام، ولم تتطرق المحكمة للموضوع.

وتابع: علمنا بإضرابه بعدما سمح الاحتلال لنا بزيارته منذ أيام، حيث ظهر وكأن وضعه الصحي صعب، وسابقا كانت المحاكم تسير بشكل طبيعي على الرغم من أنه مضرب.

وأكد أنه "لا تهمنا الحالة القانونية للأسير بقدر ما تهمنا حالته الصحية، وعندما يخفي الاحتلال معلومات عن حالته الصحية فإن ذلك يشير إلى وجود خطأ في إدارة ملفه من قبل الاحتلال".

وأشار المحامي أبو أحمد إلى أن جنود الاحتلال اعتدوا على الأسير بلوط بالضرب المبرح لحظة اعتقاله، فلا يزال يعاني من آلام وأوجاع في أنحاء جسمه نتيجة ذلك الاعتداء.

وبالكشف عن إضراب الأسير بلوط، يواصل ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال، إضرابهم المفتوح عن الطعام وهم: نضال مازن بلوط، هشام أبو هواش (101 يوم) ولؤي الأشقر (46 يوما).