أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، اعتقال الشاب رفائيل رؤوفيني (21 عامًا) من مدينة بئر السبع، بشبهة تواصله مع جهات استخبارات إيرانية وتنفيذ مهام ميدانية لصالحها داخل (إسرائيل).
وبحسب الإعلام العبري، فإن التحقيقات أظهرت أن رؤوفيني كان على دراية بأنه يتعرض للتلاعب من قبل عناصر معادية، ومع ذلك استمر في تنفيذ سلسلة من المهام التي كُلف بها خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال مراسل القناة 12 العبرية، إن المشتبه به الذي تم القبض عليه هو جندي نظامي في قاعدة "حتسريم" التابعة لسلاح الجو.
ووفق التحقيق، أرسل رؤوفيني صورًا من بئر السبع، وزرع معدات في نقاط محددة، كما تسلم شريحة هاتف من موقع مخفي وأعاد تسليمها إلى الجهات التي تتواصل معه.
وكشفت التحقيقات أيضًا أن مشغليه طلبوا منه تحديد موقع مسدس مخبأ ونقله إلى مكان آخر، وقد قام بالفعل بتنفيذ المهمة.
وأشار الشاباك إلى أن رؤوفيني تلقى مقابل هذه الأنشطة مبالغ مالية عبر وسائل دفع رقمية، مؤكداً أن لائحة اتهام خطيرة وُجّهت ضده تشمل الارتباط بجهات استخبارات معادية وتنفيذ أعمال تجسس داخل (إسرائيل).
وحذّر الشاباك والشرطة الإسرائيلية من مخاطر التواصل مع جهات أجنبية معادية أو التعاون معها، مشددين على أن ذلك يشكل تهديدًا حقيقيًا ويمسّ أمن الدولة بشكل مباشر.
وفي تقارير نشر العام الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن نحو ألف "إسرائيلي"، وافقوا على العمل في التجسس لصالح إيران بدافع الطمع في المال.
وبحسب الخبير الاستراتيجي في شؤون المخابرات، يوسي ميلمان، فإن قادة المخابرات اعتقدوا في البداية أن "المتعاونين مع العدو" هم من هامش المجتمع، لكن في الفترة الأخيرة بدأ المزيد من الإسرائيليين الذين يمكن وصفهم بـ"المعياريين" ومن قلب التيار العام، بإجراء اتصالات مع الإيرانيين، حتى في أثناء الحرب مع إيران.
وأفاد ميلمان بأن ظاهرة تجنيد إيراني لإسرائيليين بهدف التجسس قد أخذت في التوسع بشكل مقلق في السنوات الأخيرة، لتشمل شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي، من مختلف الخلفيات الدينية والعِرقية والعمرية، بمن في ذلك جنود في الخدمة النظامية والاحتياط.
ورأى أن هذا التحول يعكس أزمة قيم داخل المجتمع الإسرائيلي، وتفككاً في التضامن الجماهيري؛ ما دفع السلطات إلى إطلاق حملة توعية إعلامية بعنوان "أموال سهلة وثمن باهظ".
وأشار إلى أن الشعور المتنامي بانعدام الثقة في الدولة ومؤسساتها، وغياب الردع، يسهمان في تفاقم الظاهرة التي وصفها بأنها مؤشر خطير على تراجع الالتزام بالقيم المجتمعية الأساسية.

