فلسطين أون لاين

​الحب في الله علاقة صادقة ونية خالصة

...
خاص - فلسطين

"عندما يرقى الإنسان في سلم الفضائل تقطر من لسانه أعظم الكلمات، وينوي القلب أسمى الغايات، ويتحرك الفكر بأجمل الأمنيات، إنه لا لقاء أشوق من لقاء قلبي مؤمنين متحابين، ولا أعظم ولا أقدس في علاقة الإنسان بالإنسان من أن تمتزج بالحب في الله، ولأجل الله، الحب في الله أنس النفس، وسمو العقل، تقبله الروح بلطيف جوهرها، وفيه ترق الحواشي والمعاني، وتظرف الحركات وتحسن العبارات، الحب في الله النية الخالصة والعلاقة الصادقة والعمل الصالح والتعاون النافع" بهذه الكلمات يستهل الداعية الدكتور علي العمري إحدى حلقات برنامجه المتلفز الذي يُعرض في شهر رمضان الحالي "موعد مع الحب"، وموضوع الحلقة الحب في الله.

يقول العمري: "عندما بنى النبي المجتمع الإسلامي بنى أول شيء المسجد، هذا الذي يحفظ قلوب وعقول الناس، ثم آخى بين الصحابة، لأن الحب في الله هو العلاقة الوطيدة، وربط في الحديث الصحيح بين الإيمان والحب، فقال: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله)".

ويضيف: "إذن الحب في الله له ارتباط وثيق بإيمان الإنسان بالله (جل جلاله)" وإن النبي قد أوصى بأن يُشاع هذا الحب ويُعلن، فقال: "إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره، ليقل له إني أحبك في الله"، والآخر يرد عليه: (أحبك الله الذي أحببتني فيه)".

ويبين أن هذا الحب ليس لطائفة معينة من المتدينين، بل لكل إنسان مسلم، فيه صلاح وخير، عليه أن يشيع هذا الحب بين الناس، لأن لهذا علاقة بالإيمان.

ويلفت إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يحرص بقوة على موضوع الحب في الله وتحقيقه بين المسلمين، ومن أمثلة ذلك القصة التي وردت في "صحيح مسلم"، إذ كان سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي في الطريق ورأوا أبا سفيان، وكان هذا في وقت عزّة المسلمين، فقال أحدهم: "والله ما أخذت سيوف الله حقها في عدو الله"، وكان أبو بكر مارًّا في الطريق فسمعهم، فقال: "أتقولون هذا لسيد قريش"، وهدفه من هذا الكلام استمالة أبو سفيان إلى الإسلام، أي أنه اقتنص فرصة الدعوة بالرفق واللين والأسلوب الحسن، لكن إخوانه الثلاثة (سلمان وصهيب وبلال) كانوا يرون أنهم في عزة المسلمين، وينبغي أن تكون مشاعر القوة في أعلى مراحلها.

توجه الصحابة الثلاثة إلى النبي فورًا وأخبروه بما جرى، فلما أقبل أبو بكر إلى النبي؛ قال (عليه الصلاة والسلام): "يا أبا بكر، إن كنت أغضبت إخوانك؛ فقد أغضبت ربك"، وهذه الكلمة ربما تكون قاسية، خاصة مع مكانة أبي بكر الذي إيمانه في كفة وإيمان الأمة في كفة، ولكن النبي أراد أن يربط بين القلوب، ليكون الإخوة في الإسلام هم أصحاب الأولوية في المراعاة، فعلى كل محب أن يستقيم لسانه تجاه إخوانه.