أكد أكاديميان فلسطينيان مختصان بالشأن الفلسطيني أن تداعيات حرب يونيو/ حزيران 67 لا تزال قائمة حتى اليوم، وأن الشعب الفلسطيني هو من يدفع ثمن الهزيمة العربية.
ورغم مرور خمسين عاما بمرور الخامس من يونيو/حزيران 2017، فإن الحدث لا يزال يلقي بظله الثقيل على العرب عموماً والفلسطينيين على وجه الخصوص، حيث بسط الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على كامل مدينة القدس المحتلة.
ويقول المحاضر في قسم دراسات التاريخ في الكلية الأكاديمية في "بيت بيرل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 د. جوني منصور: إن حرب حزيران "كانت حلقة ضمن مسلسل الحروب والهجمات التي شنتها (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني بغرض تصفيته، وبسط السيطرة على كامل أراضي فلسطين التاريخية".
وأشار منصور لصحيفة "فلسطين"، إلى أن (إسرائيل) "أرادت من الحرب تتويج انتصاراتها في عام 1948 وتنفيذ مخططها بإقامة كيان صهيوني على كامل الأرض الفلسطينية".
ورأى أن هزيمة 67 وإن شكلت "محطة من محطات التقهقر والاندحار للعرب"، إلا أن ثمة من ينظر إليها بإيجابية باعتبار أنها وحدت الفلسطينيين جغرافيًا على الأقل حتى اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ووحدت كامل الأرض الفلسطينية وإن كان تحت الاحتلال.
وفسر قائلاً: "نتائج الحرب أتاحت للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني الالتقاء بعد أكثر من 20 سنة من الانقطاع".
ومن وجهة نظره، فإن الحرب "مثلت نقطة تحول للجيوش العربية التي أعادة بناء ذاتها، وهذا مهد لانتصار تشرين أول/ أكتوبر 1973".
وأشار منصور، إلى أن حرب 67 جعلت الفلسطينيين يعتمدون على أنفسهم أكثر بدلاً من الاعتماد على العرب والجيوش العربية لبناء أسس مقاومتهم وتصديهم للاحتلال، لكنها أيضا دعمت المطالب العربية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية على أراضي الـ 67.
وذهب إلى القول "اعتقد أن (إسرائيل) أرادت بهذه الحرب وأد حلم تحرير فلسطين التاريخية".
"حرب الهمل"
من جانبه وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس د. عبد الستار قاسم، حرب 67 بأنها "حرب الهمل" فلا أحد من العرب سواء الأردنيين والسوريين والمصريين كانوا مستعدين للقتال "وكان يلهوننا بالخطابات الرنانة والتصريحات الفارغة"، في ظل جهل فلسطيني بحقيقة الأوضاع ونحن من يدفع ثمن هذه الحرب حتى اليوم.
وأشار قاسم، لصحيفة "فلسطين" إلى أن دولاً عربية لا زالت تتصرف بطريقة "لا أخلاقية رغم أنهم هم المسؤولون عن فقدان الأرض".
وقال: "الأردن ومصر عقدتا اتفاق سلام مع (إسرائيل) رغم أن الضفة كانت تحت السيطرة الأردنية إلا أنها تركتها للاحتلال، وكذلك الحال لقطاع غزة مع مصر".
وتابع قاسم: "الدول العربية لم تكتفِ بضياع الأرض، وما زالوا يلاحقوننا بعد 50 عاما ويفرضون الحصار علينا".
وأضاف "هذه الحرب جلبت الكثير من المعاناة للشعب الفلسطيني وللأجيال الفلسطينية السابقة واللاحقة".
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن (إسرائيل) كانت معنية بهزيمة العرب هزيمة نكراء لتأكيد انتصارها في حرب 1948 ودفع العرب للصلح معها وتقديم تنازلات.
ورأى قاسم، أن الحرب أقنعت العرب بأنه لا مفر من الصلح مع (إسرائيل)، وهي التي قادت إلى اتفاق أوسلو وإلى التصريحات بأن حائط البراق موقع إسرائيلي، متمما حديثه ساخراً "لا تستبعد أن يقولوا الأقصى لـ(إسرائيل) شريطة أن يسمحوا لنا بالصلاة".
وأراضي الـ67 تضم مناطق الضفة الغربية وشرقي القدس المحتلة وقطاع غزة وما يربطها، وتشكل 22% من أراضي فلسطين التاريخية.

