فلسطين أون لاين

لقب أطلقه عليه أهل حيه لتصفحه أعدادها منذ (2007)

جمال الثلاثيني.. "قارئ صحيفة فلسطين" يُطالع فيها حكاية شقيقه الشهيد

...
غزة-ريما عبد القادر:

يتكئ جمال الثلاثيني على الركام الذي خلفه العدوان في "شارع 10" بمدينة غزة، لتصفح عدد صحيفة فلسطين كعادته منذ صدور عددها الأول في الثالث من أيار (مايو) 2007، لكن هذه المرة يقرأ في صفحاتها حكاية شقيقه الشهيد ونجله، ومعاناة عائلته بعد أن قصف الاحتلال المنزل، وأصبحوا بلا مسكن يضمد جراح من تبقى منهم.

وبعد أن حصل على عدد صحيفة "فلسطين" من أقرب (سوبر ماركت) له يقول الثلاثيني: "مهما كانت الظروف فلا بد أن أقرأ الصحيفة يوميًّا، ولا أكتفي بالقراءة؛ بل أربط الأحداث وأجري التحليلات التي ممكن أن تحدث فيما بعد، خاصة أنني أتابع المستجدات والأحداث الواقعة عبر الصحيفة".

حرصه على الحصول على الصحيفة يوميًّا جعله معروفًا في المنطقة بأنه قارئ "فلسطين"، ذلك يجعل أبناء الحي يسألونه عن تفاصيل وأحداث يحتاجون للحصول على معلومات عنها، فتكون إجابته لهم تتمثل في المعلومات التي حصل عليها من الصحيفة؛ فهو لا يقرأ عناوين أو موضوعات فحسب؛ بل يقرأ كلمة كلمة من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة من الصحيفة وما تحتويها من معلومات.

ومع أنه يمتلك هاتفًا نقالًا يمكن له تصفح المواقع الإلكترونية عبره للحصول على الأخبار ذلك لا يشبع رغبته في أن تمسك أنامله ورق الجريدة، والجلوس ساعات حتى يقرأ في تمعن وفهم وتحليلات للأوضاع الجارية.

وأخذ في أثناء جلسة مراسلة "فلسطين" معه بجوار ركام منزل شقيقه وابن شقيقه الشهيدين يردد أسماء الكتاب والصحافيات والصحافيين في الصحيفة، الذين تتكاتف أيديهم في إعداد التقارير والقصص الإنسانية عن شهداء وجرحى العدوان، ومعاناة أصحاب المشاريع والمحلات التجارية الذين فقدوا أماكن رزقهم.

وبين حديث وآخر كان يشيد تارة بتقرير، وثانية بكاتب، وأخرى بطريقة كتابة الخبر، والتحليلات التي يعطيها اهتمامًا كبيرًا في أثناء قراءتها؛ فهو يعمل على دراستها وربط الأحداث بعد تحليلها.

وعن أهم ما يميز الصحيفة يقول الثلاثيني: "المصداقية الكبيرة فيها تجعلني أحرص على متابعتها، رغم وجود صحف أخرى".

واعتاد الرجل أن يجلس في المنطقة الفاصلة بين بيته وبيت شقيقه، حيث كانا يجتمعان ويجلسان معًا ويتسامران ويشربان الشاي وهو يقرأ الصحيفة، لكن الأمر اختلف إذ استشهد شقيقه بعد أن قصف منزله وأصبح ركامًا، ومع ذلك لا يزال يجلس بالمكان نفسه، وإن كان الألم يكاد يفتك بقلبه حينما ينظر إلى الركام ويفتقد وجود شقيقه.

ومن المواقف التي تؤكد متابعة الثلاثيني الذي تجاوز الستين من عمره موضوعات الصحيفة حينما سألت مراسلة "فلسطين" عن وجود شهداء في المنطقة حتى تجري مع ذويهم مقابلة لكتابة قصص إنسانية عنهم؛ فسرعان ما كانت إجابته حاضرة، وكان قادرًا على تحديد من انتشرت قصصهم، مستحضرًا عناوين موضوعاتها، ومنهم شقيقه الشهيد.