منذ بداية الصراع بين الحركة الصهيونية و(العرب والفلسطينيين) منذ عام 1948م، وتأسيس كيانهم الغاصب المسمى (إسرائيل) وهذه الدولة السرطانية لم تتخلَّ عن جنودها المحتجزين (الأسرى) لدى الدول العربية ولدى فصائل المقاومة الفلسطينية، فلقد خاضت دولة الكيان الصهيونية أكثر من ثلاثين عملية تبادل أسرى مع الدول العربية منفردة منذ عام 1948م، ومع منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية منذ عام 1969م، فهذه عقيدة لدى هذا الكيان الغاصب، ظنًّا منها أن هذه العقيدة تحافظ عليها من انهيار جيشها المهزوم كي لا يفقد الثقة في قيادته العسكرية والسياسية، فهي بذلك تريد أن توصل رسالة مفادها أنها لن تنسى أبناءها المحتجزين (الأسرى) عند العرب والفلسطينيين.
هنا يحاول قادة دولة الاحتلال المماطلة في إتمام أي صفقة تبادل كي يتجنبوا دفع أثمان باهظة في كل صفقة تبادل يُبرمها مع الدول العربية أو مع الفلسطينيين.
فقيادة المقاومة منذ عام 1982م، أصبحت تُجيد كيفية الضغط على دولة الكيان لإجبارها على إتمام عمليات تبادل أسرى "ألفية" والتي استطاعت فيها فصائل المقاومة سواء من داخل منظمة التحرير الفلسطينية أو من خارجها أن تفرج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني وعربي من داخل السجون الصهيونية مثل ما حصل في عملية التبادل الشهيرة مع حركة فتح في عام 1983م، والتي أُفرج بموجبها عن 4700 أسير من داخل سجون الاحتلال الصهيوني وكذلك مع الجبهة الشعبية عام 1985م، التي أُفرج بموجبها عن 1150 أسيرًا من داخل سجون العدو الصهيوني، وأخيرًا مع حركة حماس في صفقة "شاليط" الشهيرة في عام 2011م، والتي أُفرج بموجبها عن ألف أسير من ذوي الأحكام العالية.
إن دولة الاحتلال الصهيوني تُماطل في بادئ الأمر في موافقتها على إتمام أي صفقة تبادل أسرى مع فصائل المقاومة، وفي النهاية ترضخ لمطالب المقاومة، والذي يطيل أو يُقصر أمد المماطلة لدى قادة الاحتلال هو حجم الضغط الشعبي الصهيوني وحجم ضغط وتحركات أهالي الأسرى في المطالبة المستمرة من أجل تحرك حكومة الاحتلال في الموافقة على إبرام صفقة التبادل مع فصائل المقاومة الفلسطينية، لكن إن كان أهالي الأسرى الصهاينة لا يشكلون أي وسيلة ضغط على حكومتهم فسوف يطول موعد تنفس أبنائهم للحرية ولا يرون النور من جديد في القريب المنظور.
الخلاصة من ذلك أن الأخ المجاهد/أبو إبراهيم السنوار قائد حركة حماس بغزة ورأس المقاومة وإخوته القادة في المقاومة الفلسطينية الذين غيَّروا مجرى التاريخ بعد خروجهم من غياهب السجن في عام 2011م، واستطاعوا أن يلقنوا أعتى جيش في الشرق الأوسط في عام 2021م درسًا قويًّا- قادرون على أن يحققوا صفقة تبادل أسرى مشرفة مع العدو الصهيوني تحت رقم (1111) لأن المنتصر هو من يفرض شروطه في أي مواجهة. عاشت فلسطين حرة أبية وعاصمتها القدس.