فلسطين أون لاين

أبعاد

تقييم بالأهداف ( 15)

معركة سيف القدس هي أول معركة ذات قيمة وذات مغزى بعد هزيمة العرب في عام ١٩٦٧م.

لم تسجل حرب ١٩٦٧م أي إساءة للوجود الصهيوني في فلسطين، بل عززت الهزيمة العربية هذا الوجود، وجعلت الكلمة العليا لجيش الاحتلال. ولم تسجل حرب٧٣  أي إساءة لوجه إسرائيل في تل أبيب أو القدس أو اللد أو غيرها، وإن أساءت وجوه جيشهم في خط بارليف لوقت قصير. وبعد ذاك لم تتمكن المقاومة الفلسطينية بقيادة فتح ومنظمة التحرير من فعل شيء ذي مغزى كبير في إساءة وجوه المحتلين، وتمكنت من هذا وبجدارة حركة حماس والفصائل المقاومة في غزة في معركة سيف القدس.

نعم، كانت ثمة معارك: حرب الفرقان، وحرب حجارة السجيل،  وحرب العصف المأكول في الأعوام ٢٠٠٨، و٢٠١٢، و٢٠١٤م ولكنها كانت معارك تدور أحداثها داخل حدود قطاع غزة، وحول غلاف غزة، ولكن معركة سيف القدس نقلت الحرب إلى تل ابيب والقدس ومنطقة المركز وغوش دان، وحيفا وريمون والنقب في الجنوب.

غزة تعرضت للقصف بنيران قوية جدا، ولكن تل أبيب والمدن الأخرى تعرضت للقصف بما توفر لغزة من نيران قادرة على الإيلام وساءت وجوه المحتلين، وباتت ثمة درجة جيدة من الرعب المتبادل على طريق الوصول إلى الردع المتبادل على طريق الوصول إلى تحرير وإخراج المستوطنيين من الضفة.

معركة سيف القدس وبإجماع الخبراء والمحللين من عرب وأجانب هي الحرب ذات المغزى وذات القيمة الجيدة للفلسطينيين، حيث وضعت الاستعمار الصهيوني والاستيطان على المحك، وهل سيبقى الوجود الصهيوني في أرض فلسطين أبدا، أم سنشهد هجرة اليهود من فلسطين في الأيام التالية لهذه الحرب؟!

ويشهد لهذه المعركة أنها كانت ذات قيمة ومغزى أن كل أبناء فلسطين شاركوا فيها واحتفلوا مع غزة بقصف تل أبيب، وكذا شارك فيها -معجبين ومفتخرين- كل المسلمين في بلاد العالم نصرة للأقصى، وقد خنست فيها أصوات المطبعين، وكارهي المقاومة والمستسلمين لقوة (إسرائيل)

تل أبيب اليوم تحت النيران وتحت الاستهداف في المعارك القادمة مثلها في ذلك مثل مناطق غلاف غزة كسيدروت وأشكلون، ولن يفكر الفلسطيني كثير عند اتخاذ قرار قصف تل أبيب.

لم تحقق غزة النصر الكامل على الاحتلال، ولكنها حققت قيما كبيرة وعديدة من قيم النصر الممهد للنصر الكبير، نصر التحرير والعودة ويشهد لذلك ارتفاع معدل درجة الأمل بالتحرير والعودة، حيث انتقل الفلسطيني من المستحيل إلى الممكن، وباتت مسألة إزالة الاستيطان والتحرير مسألة وقت، وبات التحرير قيد التفكير في كل بيت مجاهد. والحمد لله رب العالمين