فلسطين أون لاين

التجارة في رمضان هذا العام .. جيوبٌ خاوية وبضاعة خاسرة

...
غزة - نسمة حمتو

وجوه عابسة ومحال أشبه بالخالية وتجار يجلسون في محالهم التجارية ينادون على المارة ليشتروا منهم، وألعاب وفوانيس متكدسة في المحال التجارية لا إقبال عليها كما الأعوام السابقة، وتجارٌ متخوفون من ضياع الموسم في ظل قطع الرواتب، وسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيش فيها أهالي قطاع غزة.

محال فارغة

سوق الزاوية تحديدًا _وهي أكثر الأماكن شهرة وسط مدينة غزة_ كانت في الأعوام الماضية تعج بالمشترين قبل شهر رمضان بعشرة أيام، لكن اليوم بسبب الحالة التي تعيش فيها غزة بدت المحال فارغة من سوى عدد قليل من المارة والمشترين.

عدي عبد المجيد أحد أصحاب المحال التجارية في غزة اعتاد جلب كميات كبيرة من زينة رمضان كل عام ليستطيع تعويض خسارته طيلة العام، ولكنه _يا للأسف_ هذا العام لم يستطع تعويض شيء منها في ظل ضعف الإقبال على شراء الزينة.

عبد المجيد قال لـ"فلسطين": "الوضع الذي نعيش فيه حاليًّا أسوأ بكثير من الأعوام السابقة على سوئها، فلم أرَ شهرًا كهذا الشهر في قلة الإقبال على الشراء، لا يوجد رواتب لإنعاش السوق، ومن تبقى لديه جزء من الراتب يدخره لشراء الأطعمة الأساسية للمنزل".

وأضاف: "الأسواق كانت تعتمد كليًّا على رواتب السلطة الفلسطينية التي كانت تنعشها، ولكن الآن في ظل الخصومات وعدم وجود رواتب لبعض الموظفين أصبح الوضع أسوأ بكثير".

وتابع: "الآن يلجأ بعضٌ إلى شراء الأشياء البسيطة كورق الفوم ليصنعوا منه الفوانيس وزينة رمضان، أو شراء الزينة الصغيرة بأسعار قليلة جدًّا تتناسب مع وضعهم المادي".

ضعيفة جدًّا

ولم يختلف الحال كثيرًا لدى محمود عوض صاحب أحد المحال التجارية في سوق الزاوية، فهو كذلك يرى أن الإقبال على شراء الزينة بات ضعيفًا جدًّا، مؤكدًا أن السبب في ذلك هو عدم وجود سيولة لدى الناس، وسوء الوضع الاقتصادي الذي يعيشون.

وقال عوض: "السيئ في الأمر كثرة البضائع المعروضة في السوق وعدم وجود طلب، يا للأسف!، الكميات الموجودة أكثر بثلاثة أضعاف من القوة الشرائية للمواطنين"، لافتًا إلى أن الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي أضعف الإقبال على حبال الزينة، خاصة التي تعمل بالكهرباء.

وأضاف: "في السنوات الماضية عندما كان يدخل الزبون المحل كان يشتري بضاعة بـ100 شيكل أو أكثر، أما الآن فلا يشتري بأكثر من 15 شيكلًا فقط، أحيانًا نضطر _التجار_ إلى البيع بأقل من سعر الجملة مراعاة لأوضاع الناس، ومن أجل بيع البضاعة، وكي لا تبقى مكدسة".

تخوف كبير

ولم يختلف الحال كثيرًا في محال بيع المواد التموينية التي عادة تعج بالمشترين قبل رمضان بأيام؛ فهي كذلك بدت فارغة تمامًا إلا من أعداد قليلة، عبود أبو شعبان صاحب أحد هذه المحال قال لـ"فلسطين": "يا للأسف!، الوضع في المحال التجارية سيئ جدًّا، حتى التجار يخافون من شراء البضائع والمخاطرة بها، الآن الناس بدأت تكتفي بالأشياء الأساسية فقط".

وتابع قوله: "الإقبال الآن على الأرز والمعكرونة والأجبان فقط، أما باقي الكماليات فلا يوجد إقبال عليها، والناس أصبحت تشتري المواد الأقل جودة كي توفر ثمنها، الإقبال أصبح على الأشياء الرخيصة فقط".

وأضاف: "الكثير من الزبائن من يوم خصم الرواتب حتى الآن لم يسددوا الديون المتراكمة عليهم، لذلك يضطرون إلى تأجيل الشراء، ولا يمكنهم طلب شيء جديد وهم لم يسدوا ثمن الفواتير القديمة".

وأشار أبو شعبان إلى أن رب الأسرة يقلل في الوقت الحالي من الكميات التي يشتريها، قائلًا: "بدلًا من أن يشتري الزبون 3 كيلو جرام سكر أصبح يشتري كيلو جرام واحد فقط، وهكذا قياسًا على باقي الأغراض".

وتابع: "حتى على صعيد بيع المواد التموينية بالجملة التجار يختارون أصنافًا معينة فقط، ولديهم تخوف كبير من شراء المواد الثانوية ككل عام خوفًا من عدم بيعها".

بضائع كثيرة

ويشاركه في الرأي التاجر هيثم اليازجي أحد أصحاب المحال التجارية، إذ قال: "يوجد بضائع كثيرة في السوق ولا يوجد تصريف لها، الآن الموظف يحصل على نصف راتب، فيحسب حسبته لآخر الشهر، فيجد أنه لن يكفي لكل الاحتياجات التي يريد شراءها ككل عام".

وأضاف: "اقتصاد غزة في انهيار، الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ولا ندري أسيستمر الوضع على ما هو عليه في الأيام المقبلة أم ماذا، نحن التجار نقبل على شراء الأشياء الأساسية فقط التي يستطيع الناس شراءها، حتى هي الإقبال عليها أصبح أقل، فكيف سيكون الوضع في نهاية رمضان؟!".