يُنذر ارتفاع أعداد مصابي بفيروس كورونا الوافدين إلى الأقسام والمستشفيات المخصصة للتعامل معهم، بخطورة الحالة الوبائية في قطاع غزة الذي يشهد موجة جديدة للجائحة العالمية؛ نتيجة التحول الجيني الحاصل في الفيروس، وظهور ما يعرف بـ"الطفرة البريطانية" التي وصلت إلى القطاع قبل بضعة أسابيع، بحسب طبيبين مختصين مشرفين على الحالات المصابة.
وفي حين يؤكد الطبيبان ارتفاع أعداد الإصابات بالطفرة الجديدة، أشارا إلى أن سرعة انتشارها نتج عن عدم التزام المواطنين إجراءات السلامة والوقاية المعلنة التزامًا كافيًا.
ويزيد تعداد السكان على مليوني نسمة في القطاع الساحلي البالغ مساحته 365 مليون كيلومتر مربع، وهذا ما يجعله يحتل مرتبة متقدمة عالميًّا من ناحية الازدحام السكاني.
وأكد مدير دائرة الطب الحرج بأقسام العناية المركزة في مستشفيات قطاع غزة د. إياد أبو كرش أن الحالة الوبائية في حالة انفجار بعدما تخطى الفيروس مرحلة الانتشار ووصل إلى مرحلة التفشي بين المواطنين.
وأضاف أبو كرش لصحيفة "فلسطين" أن الطفرة البريطانية معروف أنها أسرع انتشارًا، وأقوى حدة في الأعراض في الحالات الحرجة وشديدة الخطورة، مبينا أن تأثيراتها أشد من سابقتها على الجهاز التنفسي للمصابين، حيث إن 50 بالمئة من كل 100 مصاب يصلون إلى المشافي وهم بحاجة إلى رعاية طبية سريرية.
وذكر أن هذه الأرقام تعكس خطورة الحالة الوبائية، خاصة أنها لم تصل إلى هذه الأعداد منذ انتشار الفيروس داخل المجتمع نهاية أغسطس/ آب 2020، مبينا أن الأقسام والمستشفيات المخصصة للتعامل مع مرضى كورونا تؤوي مئات المرضى الذين يخضعون للعناية السريرية، منهم العشرات في غرف العناية المركزة، وأن هذه الأرقام تفوق توقعات الوزارة.
وأكد أهمية حصول المواطنين على اللقاحات المضادة للفيروس، تزامنًا والتزام الإجراءات المعلنة للحد من ارتفاع الحالات الخطِرة والحرجة، منبها إلى أن انتشار الإصابات يؤدي حتمًا إلى استنزاف المنظومة الصحية.
مستهلكات طبية وأشار إلى أن وزارة الصحة كانت مسبقًا تستهلك في غضون نحو شهرين مليونًا من القفازات الطبية، وحاليًّا خلال شهر واحد تستهلك مليونًا و200 ألف منها، وهذا ينطبق على الأدوية والمستهلكات الطبية الأخرى أيضًا.
من جهته قال رئيس مستشفى غزة الأوروبي د. يوسف العقاد، إن الوضع الوبائي لا يزال في تصاعد، ويشهد وفود الحالات إلى المستشفى المخصص من وزارة الصحة للتعامل مع المصابين بالفيروس من الحالات الحرجة والخطِرة.
وأضاف العقاد في حديث لـ"فلسطين" أن المستشفى لا يزال قادرا على التعامل مع الحالة الوبائية، معربا عن أمله أن تكون الإجراءات الوقائية المقرة من وزارتي الداخلية والصحة لها تأثير إيجابي في استقرار منحنى الإصابات وإعادته إلى ما كان عليه في الأشهر الماضية.
وأشار إلى أن الحالات التي تصل إلى المستشفى مصنفة على أنها إما حرجة وإما خطِرة، وهي بحاجة إلى رعاية سريرية وأسرّة عناية مركزة ودعم بأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأرجع تصاعد الحالة الوبائية في غزة إلى عدم التزام المواطنين إجراءات السلامة والوقاية، إضافة إلى الموجة الجديدة للجائحة التي تأثرت بها مناطق محيطة بالقطاع ومنها الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وبيَّن أن معدل دخول الحالات الحرجة والخطِرة يوميا إلى المستشفى يتراوح بين 15 إلى 25 حالة، في حين معدل مغادرة المرضى بين 15 إلى 20 حالة أسبوعيا، مشددا على ضرورة التزام إجراءات السلامة والوقاية التزامًا تامًّا بما يشمل ارتداء الكمامة وغسل الأيدي واستخدام المعقمات والتباعد الجسدي وعدم الوجود في أماكن الازدحام.
ولفت إلى أن خلية الأزمة بغزة تتابع الحالة الوبائية، وهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات اللازمة بهدف حماية المواطنين.
وكانت وزارة الصحة خصصت مستشفى غزة الأوروبي للتعامل مع الحالة الوبائية، ومع انتشار الفيروس بغزة وزيادة عدد الإصابات الحرجة والخطِرة افتتحت أقساما جديدة في مستشفيات: الشفاء والإندونيسي وشهداء الأقصى ومجمع ناصر الطبي.