فلسطين أون لاين

بعد توقُّف الأمطار 26 يومًا

أمطار المنخفض تغسل ملوحة التربة وتُغذّي الخزان الجوفي

...
صورة أرشيفية
غزة/ رامي رمانة:

ساهمت الأمطار التي هطلت على قطاع غزة في غضون أسبوع في مساعدة المزارعين في ري مزروعاتهم، خاصة التي تعاني نقصاً في المياه، الموجودة قرب المناطق الحدودية. ومكّنت الأمطار التربة من التخلص من الملوحة الزائدة والميكروبات الضارة، فضلاً عن أنها رفدت الخزان الجوفي بكميات من المياه العذبة.

وهطول الأمطار في الوقت الراهن حسب مزارعين ومختصين زراعين، يمنح المزروعات، والأوراق على وجه الخصوص، فرصة كبيرة للنمو والاستفادة من غاز النيتروجين المتولد من العملية الديناميكية لسقوط الأمطار، خاصة أن الأمطار توقفت مدة (26) يوماً.

وبين مهندس المياه والري ومسؤول ملف الأمطار في وزارة الزراعة ماهر الجمل أن آخر يوم ماطر كان يوم 17 ديسمبر الماضي، ثم تجددت الأمطار في (13) يناير لمدة خمسة أيام.

وأضاف الجمل لصحيفة "فلسطين" أن كمية الأمطار سجلت خلال هذه الأيام (65.1) ملم تقريباً، وبلغت النسبة المئوية للأمطار (17.7 %) من المعدل العام للأمطار السنوية التي تسقط على قطاع غزة أي أنه سقط على قطاع غزة خلال الخمسة أيام ما يقارب (19.9) مليون متر مكعب.

وحسب الجمل بدأ هطول المطر على قطاع غزة في أول نوفمبر الماضي، وبلغ عدد أيام الهطول منذ بداية الموسم (15) يوماً بنسبة (61.9% ) من المعدل العام لكل المحافظات، وأن متوسط الهطول لجميع المناطق من بداية الموسم (234.3) ملم وكمية مياه الأمطار التي هطلت منذ بداية الموسم تقارب (67.3) مليون متر مكعب.

وأشار الجمل إلى وجود (17) محطة تشرف عليها وزارة الزراعة لقياس الأمطار موجودة في مختلف المناطق بالقطاع.

من جانبه عبر المزارع فتحي أبو خاطر من سكان خان يونس جنوب قطاع غزة عن سعادته بهطول كميات كبيرة من الأمطار بعد توقف لنحو ثلاثة أسابيع، مبيناً أن المياه مهمة جداً في هذا الوقت لجميع المحاصيل الزراعية خاصة الورقية والحقلية.

ويأمل أن يحصد أبو خاطر محصول البندورة قيد النمو على مساحة دونمين بجودة عالية، وأن تُعبئ الأمطار المتساقطة بركتي المياه التي أنشأهما بتمويله الخاص وبدعم من إحدى مؤسسات المجتمع المدني المعنية بقطاع الزراعة.

وحث أبو خاطر وزارة الزراعة على مساعدة المزارعين في تصريف منتجاتهم في السوق المحلي، ورفدهم بمشاريع تمكنهم من تعويض الخسائر التي تعرضوا لها عن الفترات السابقة.

من جهته قال الخبير الزراعي م. نزار الوحيدي إن الأمطار هذه الأيام متميزة لأنها عوضت فترة الجفاف السابقة، لكن التخوف من تشكل البرد حيث إنه يؤدي إلى تلف المزروعات لا سيما الورقية، وهنا أخص بالذكر السبانخ والبطاطا.

وبين الوحيدي في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن النبات لا يستفيد من الأمطار في الري فقط، وإنما يحصل منها على النيتروجين الذي يصدر عن عملية البرق، كما أن الأمطار تعمل على إحياء التربة بغسلها من الأملاح وإزالة الرواسب والبكتيريا الضارة.

ووجه الوحيدي نصيحته للمزارعين بالاعتناء بمزروعاتهم وحمايتها من الأمراض الفطرية التي تنتشر عادة في هذه الأوقات.

وأشار إلى أن الخزان الجوفي بحاجة ماسة إلى إعادة تعبئة بالمياه العذبة في ظل السحب الجائر منه وطغيان ملوحة مياه البحر عليه، مشيراً إلى أن أشهر ديسمبر ويناير وفبراير مهمة جداً لرفد الخزان الجوفي بمياه الأمطار.

وفي سياق ذي صلة اعتبر الوحيدي أن المشاريع القائمة للاستفادة من مياه الأمطار والموجهة للمزارعين خجولة وأنه لا بد من تكثيف تلك المشاريع لأنها تمكن المزارعين من التنويع الزراعي في محاصيلهم، وتحقيق أمن غذائي وتخفيف الأسعار.

وحث الحكومة على مساعدة المزارعين للصمود والتمسك بأراضيهم عبر خفض أسعار مدخولات العملية الزراعية من حبوب وأسمدة ومقويات وغير ذلك.

كما أكد ضرورة أن تتنبَّه وزارتا الحكم والمحلي والإشغال إلى أهمية تعبيد الطرق الزراعية، لتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم بسهولة، ورفد مناطقهم ببنية تحتية حتى لا يشكل ذلك عامل طرد لهم والعزوف عن عملية الزراعة.